أول من أمس كان اليوم السنوي للأسير. الأسير الفلسطيني لا يغيب عنا في أيام السنة، ولكنا اعتدنا أن نجعل له يومًا يحيي فيه المجتمع والفصائل تضحيات الأسرى، وأعمالهم البطولية، فالرجال تذكر بأعمالها، وأعمال هؤلاء الرجال مكتوبة بمداد التضحية والصبر.
ذكرى يوم الأسير الفلسطيني تأتي هذا العام في كنف مجموعة من المخاطر المهدِّدة لحياته. الأسير الفلسطيني لا يحظى بالرعاية الصحية للتوقي من فيروس كورونا. حكومة الاحتلال لا توفر لهم الفحوص اللازمة، ولا توفر لهم المطهرات، والكمامات، مع العلم أن من في السجن يتعرض لنفس الخطر الذي يتعرض له من هو خارجه.
في بعض الدول قامت قياداتها بإطلاق سراح السجناء لحمايتهم من تفشي الوباء. دولة الاحتلال هي من الدول التي ترفض ذلك، لذا قررت قيادة حماس تقديم عرض إطلاق سراح المرضى والنساء والقاصرين، مقابل تقديمها معلومات عن أربعة أسرى يهود عندها. ولكن حكومة نتنياهو تتلكأ في التعامل الجدي مع العرض. هناك فرق بين حركة تضع أسرى الوطن على أول سلم أولوياتها، وبين حكومة عنصرية تغمض عينيها، وتصم أذنيها عن الأسرى اليهود، ولا تحفل بأمهات الأسرى، وتزعم كذبًا أن المواطن عندها مقدس؟!
أين قداسة جنودها وهي تملك فرصة إطلاق سراحهم، وإعادتهم إلى البيت كما يقولون في العبرية. الفرصة أمامها كبيرة قبل أن يصابوا بفيروس كورونا، ويصبحوا جثثًا. ثمن التبادل معروف، ولا فرار من دفعه، عاجلًا أو آجلًا، وقد جاءت كورونا لتقول قد آن وقت التبادل، وتسويف الزمن ليس في صالح الأسرى.
حماس بذلت بعض ما تستطيع لإنقاذ أسراها من السجن، وستعمل أيضًا كل ما تستطيع من أجلهم. أما حكومة نتنياهو التي فشلت في حمايتهم من الأسرى تسجل فشلًا آخر في التعامل مع قرار الإفراج عنهم، لأنها لا تريد دفع الثمن، ولأنها تخشى من المستقبل.
ما قالته حماس في هذا الموضوع حظي باهتمام وسائل الإعلام، ولكن نتنياهو الفاشل زعم أنه أحال موضوع عرض حماس للجنة مختصة. اللجنة المختصة تتلكأ في اتخاذ القرار المناسب. في يوم الأسير الفلسطيني تقول حماس لا مناص من إطلاق سراح أسرى صفقة شاليط، والأسرى المرضى، وكبار السن، إذا كانت حكومة نتنياهو تريد أن تعيد أربعة من الأسرى اليهود إلى بيوتهم، وأمهاتهم؟!
في فلسطين يسألون متى يعود أسرانا إلى بيوتهم؟! هل ثمة خطوات عملية في التفاوض، أم أن نتنياهو يفاوض نفسه كما يقول أبو مرزوق؟! هل يعيد نتنياهو أربعتهم إلى أمهاتهم، أم أنه مشغول بأمر الحكومة، وبأمر المحكمة؟ نحن نبحث عن خطوة عملية أولى، ولكن الضوء خافت، ومع ذلك فالأمل كبير بأن تحقق المقاومة صفقة مشرفة في أسرع وقت.