فلسطين أون لاين

17 نيسان ... يوم الأسير الفلسطيني

...

يُحيي الفلسطينيون في السابع عشر من نيسان/ أبريل من كل عام، "يوم الأسير الفلسطيني"، كيوم وطني لإسناد الأسرى في سجون الاحتلال ومعتقلاته.

وتنظم بهذه المناسبة، سلسلة من الفعاليات، كالمهرجانات والندوات والمسيرات والوقفات التضامنية مع الأسرى.

وبدأ الفلسطينيون في إحياء هذه المناسبة، عام 1974، حينما أقرّ "المجلس الوطني الفلسطيني" في عام 1974، خلال دورته العادية، في السابع عشر من أبريل ليكون "يوما وطنيا للوفاء للأسرى وتضحياتهم، ومساندتهم ودعم حقهم في الحرية، ووفاء لذكرى شهداء الحركة الوطنية الأسيرة".

كما أقرت القمة العربية العشرين في أواخر آذار/ مارس من العام 2008، في العاصمة السورية دمشق، اعتماد هذا اليوم من كل عام للاحتفاء به في الدول العربية كافة، تضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الإسرائيلية.

ويعود سبب اختيار هذا التاريخ للاحتفاء بالأسير الفلسطيني، كونه اليوم الذي نجحت فيه المقاومة الفلسطينية في إطلاق سراح الأسير محمود بكر حجازي، في أول عملية لتبادل الأسرى مع دولة الاحتلال، عام 1971.

ويطلّ يوم الأسير الفلسطيني هذا العام، وسط أجواء من الخوف والتوتر تعيشها عائلات الأسرى الخمسة آلاف الذين يقبعون في سجون الاحتلال في ظروف قاهرة غير إنسانية، زادها تفشي فيروس كورونا الجديد رعباً.

فحتى نهاية شهر آذار/ مارس 2020، يوجد في سجون العدو قرابة (5000) أسير، منهم (41) أسيرة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال قرابة (180) طفلا، والمعتقلين الإداريين (430)، وبلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة (92) أمراً إدارياً، بين جديد وتجديد لأسرى سبق أن صدر بحقهم أوامر اعتقال إداري. بمواجهة وباء كورونا في الوقت الذي يواجه فيه العالم وباء (كورونا) القاتل، وفي ظل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الحكومات في أرجاء المعمورة كافة، لمحاربة الفيروس، يعاني قرابة 5000 أسير فلسطيني، من ظروف صعبة أدنى ما يمكن أن توصف به بأنها غير إنسانية وغير صحية، الأمر الذي يزيد من مخاوف انتشار هذا الوباء بينهم، لاسيما الأسرى المرضى، وعددهم (700) أسير.

وفي ظل هذه الظروف الصحية الصعبة التي يعاني منها الأسرى، وعدم قيام إدارة السجون بكل إجراءات الوقاية، ورفضها توفير مواد التنظيف والمعقمات، تزداد المخاوف من تسجيل إصابات بالفيروس، لاسيما بين الأسرى المرضى وكبار السن الذين يعانون من نقص في المناعة وأمراض مختلفة من بينها السرطان والكلى والقلب، منهم (16) أسيراً يقبعون بظروف مأساوية فيما تسمى "بعيادة سجن الرملة" والتي يُطلق عليها الأسرى "بالمسلخ".

وتفيد تقارير الرصد، إنه ومنذ العام 1967م، اعتقلت سلطات العدو الصهيوني أكثر من مليون مواطن فلسطيني.  ووثَّقَت المؤسسات الفلسطينية إستشهاد 222 معتقَلاً في سجون العدو منذ 1967، بينهم 73 بسبب التعذيب، و63 جرَّاء الإهمال الطبي، و7 معتقَلين بسبب القمع وإطلاق النار المباشر عليهم من جنود وحراس صهاينة. وأضافت أن 78 معتقَلاً منهم استشهدوا أيضا جرَّاء القتل العمد والتصفية المباشرة والإعدام الميداني بعد الاعتقال مباشرة.

علماً أن العديد من الأسرى لم يشتكوا قبل اعتقالهم من أمراض أو مشاكل صحية، كما أن عدداُ من الأسرى المرضى اُستشهدوا بعد فترة وجيزة من الإفراج عنهم جرّاء سياسة الإمال الطبي المتعمدة، كالأسيرين نعيم الشوامرة، وزهير لبادة، الأمر الذي يضع تساؤلاً كبيراً على كيفية مواجهة الأسرى المرضى لظروف اعتقالهم القاسية بالإضافة إلى الفيروس القاتل.

 

واقع الأسيرات داخل سجون العدو

ان واقع الأسيرات في سجون العدو لا يقل سوءا وإهمالا عن بقية السجناء. حيث يتعرضن أثناء اعتقالهن لأبشع أنواع التنكيل، ويتم نقلهن إلى قسم خاص في سجن هشارون الصهيوني يشبه أماكن العزل، ويسمى المعبار، وتحتجز فيه الأسيرات لأيام، وأحيانا لأسابيع بظروف مأساوية قاسية قبل نقلهن إلى سجن الدامون.

وتلك الغرفة التي تسمى المعبار لا تصلح لاحتجاز البشر، فيها أربعة أبراش حديدية، وعليها فرشات جلدية قذرة ورقيقة جدا تسبب أوجاعا في الظهر والرقبة وكل الجسد، والغرفة باردة جدا لأن نافذتها مفتوحة على مدار الساعة بشكل متعمد من قبل إدارة السجن، ومساحتها صغيرة جدا ولا يسمح للأسيرات بالخروج منها إلا ساعة واحدة يوميا.

 

وللأطفال نصيبهم

تحرم سلطات العدو الصهيوني الأطفال الأسرى من أبسط الحقوق التي تمنحها لهم المواثيق الدولية، هذه الحقوق الأساسية يستحقها المحرومون بغض النظر عن دينهم وقوميتهم وجنسهم، وتشتمل على: الحق في عدم التعرض للاعتقال العشوائي، الحق في معرفة سبب الاعتقال، الحق في الحصول على محامي، حق الأسرة في معرفة سبب ومكان اعتقال الطفل، الحق في المثول أمام قاضي، الحق في الاعتراض على التهمة والطعن بها، الحق في الاتصال بالعالم الخارجي، الحق في معاملة إنسانية تحفظ كرامة الطفل المعتقل.

لم یعد هنالك بیت فلسطیني أو عائلة فلسطینیة إلا وتعرض أحد أبنائها للاعتقال، مما جعل من قضیة الأسرى، حكایة شعب، لما تمثله من قیمة معنویة ونضالیة وسیاسیة، ولما تحتله من مكانة عمیقة ومتقدمة في وجدان الشعب الفلسطیني على اختلاف انتماءاته السیاسیة والفكریة والایدلوجیة.  وقد نجح الأسرى بإرادتهم الصلبة التي لا تلين وبوعيهم الذي ينموا مع كل يوم أسر، وبثقتهم بعدالة قضيتهم، وبإصرارهم على مواجهة السجان وإجراءاته، وبوحدتهم نجحوا بتحويل السجون الى ميادين للمواجهة، انتزعوا من خلالها مطالب محقة،  وأفشلوا كل مخططات العدو التي كانت تستهدف تحويل الأسرى الى ارقام والى أجساد بلا حياة، فكانت "الانتفاضات" ومعارك "الأمعاء الخاوية" و"الإضراب عن الطعام" و"ملح ومي" والنطف المهربة هي الرد على السجان