الإصابات في ضفتنا العزيزة حرسها الله تتزايد. وجلّ المصادر تنحي بلائمة على الاحتلال، الذي يتلاعب بعمال الضفة، ولا يقدم لهم أدنى رعاية صحية من كورونا. جل الإصابات التي سجلتها وزارة الصحة في الضفة كان منشؤها العمال الذين يعملون داخل الخط الأخضر.
من المعلوم أن دولة الاحتلال تعاني انتشار فيروس كورونا في عدة مناطق مثل بني براك، ودخلت القدس الشرقية على خط الخطر بانتشار الفيروس في سلوان وغيرها.
بعض المصادر تتحدث عن تعمد المستوطنين، والمتدنيين، المصابين بالفيروس الذهاب إلى المناطق الفلسطينية، وتلويثها، والاحتكاك بالسكان بغرض نشر الفيروس، في وقت تشير المصادر الفلسطينية الرسمية إلى أن حكومة الاحتلال تمارس تمييزًا عنصريًّا في مكافحة الفيروس في القدس، حيث لا تتلقى الأحياء الفلسطينية رعاية حكومية جادة كتلك التي يتلقها سكان القدس الغربية؟!
التحليلات السياسية لحملة التمييز هذه تكاد تجمع على أن الهدف منها هو الاستفادة من مرض كورونا في تفريغ المدينة من أكبر عدد من سكان الأحياء العربية؟! أي الحكومة تريد الأرض ولا تريد السكان؟! وتستغل جائحة كورونا كأداة مساعدة لتقليل عدد سكان المناطق العربية في القدس المحتلة.
أنا شخصيًّا لا أستبعد هذه الممارسة العنصرية التي هي جريمة كبيرة بموجب القانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي، لأنه ثمة أنواع أخرى من التمييز واضحة وضوح الشمس، مثل حرمان المقدسيين من رخص البناء، ومنعهم من ترميم بيوتهم، وهدم المنازل لأدنى ملابسة، وسحب الهويات، وإبعاد بعض النشطاء المقدسيين، وإغلاق كل مؤسسات منظمة التحرير في القدس، فضلًا عن التمييز في الأجور، وفي الرعاية الصحية، وخلاف ذلك.
دولة تقوم على العنصرية، وتمارس أنواعًا شتى من التمييز، وتريد الأرض المقدسة بلا سكان عرب، لا يستبعد عليها القيام بتمييز أسوأ مما ذكر في ضوء جائحة كورونا؟! ولا نكاد نجد أدنى مبالاة من حكومة الاحتلال بالاتهامات التي تملأ وسائل الإعلام. وهم أيضًا لا ينفون ما يقال عن التمييز، وعن استغلال كورونا؟!
ثم من المؤسف أن السلطة الفلسطينية في رام الله ليس لديها خطة لملء الفراغ في الرعاية الوقائية والصحية في القدس؟! السلطة مسؤولة عن سكان القدس وعن صحتهم، وعن تثبيت وجودهم في مدينتهم، وهذ يستلزم منها رعايتهم، وتقديم ما يلزمهم، لمكافحة انتشار الفيروس.
إذا كانت القدس في خطر، بسبب الضم، والتهويد، والاستيطان، والتمييز بأشكاله، فهي في خطر ممتد وغير معلوم النتائج بسبب تفشي وباء كورونا بين السكان؟! والتمييز في العلاج، وغياب مسؤولية السلطة والمنظمة أيضًا؟! من لأهلنا في القدس؟! وأين صوت عباس؟! وأين صوت منظمة التحرير؟! وإذا افتقدت القدس الصوت المسؤول فهي أكثر فقدًا وللأسف للفعل المفيد والمعالج والجهة المسؤولة؟!