استهداف الشهيد والقائد القسامي مازن الفقها ومنذ اللحظات الأولى تم وضعه في إطار الاعتداء الإسرائيلي والاغتيال الغادر وليس في إطار جريمة قتل عادية، وبهذا وضعت كتائب القسام بداية معادلتها الجديدة كرد على جريمة الاغتيال، وقد أكدت أنها ستكسر معادلة "الاغتيال الهادئ" التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي إثباتها على أبطال القسام، مشددة على أن الاحتلال سيندم على اليوم الذي فكر فيه بالبدء بها. تهديدات القسام لم تقتصر على ما أصدره الجناح العسكري من بيانات بل وما صرح به كثيرون من القادة السياسيين وبكثافة عالية لحركة حماس وهذا مؤشر على ضخامة الجريمة وضخامة الرد المتوقع.
الأسرى المحررون من سجون الاحتلال الإسرائيلي هم أدلة حية على قوة المقاومة الفلسطينية وكذلك على ضعف المحتل، وخاصة من تحرروا نتيجة صفقات مؤلمة للعدو مثل صفقة وفاء الأحرار وليس نتيجة تفاهمات سياسية دفع الفلسطينيون فيها ثمنا باهظا، ولذلك نجد (إسرائيل) حريصة على تغييب تلك الأدلة بشتى الوسائل والطرق، ففي الضفة الغربية أعادت اعتقال الغالبية منهم وفي غزة تحاول اغتيالهم وقد نجحت في ذلك مع استهداف الشهيد الفقهاء، وتحاول كذلك التحريض ضدهم خارج فلسطين كما هو الحال مع الأسيرة المحررة أحلام التميمي حيث طالبت السلطات الأمريكية الأردن بتسليمها بحجة أنها شاركت في قتل إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية، وقد رفضت الأردن الطلب الأمريكي ولكن (إسرائيل) لن تكل عن التحريض ليستمر الضغط الأمريكي على الأردن سواء ضد الأسيرة المحررة أحلام أو غيرها.
السياسة التي تتبعها (إسرائيل) مع الأسرى المحررين متوقعة ولكن ذلك لا يعني أنها تستطيع الاستمرار فيها، لسببين رئيسين، الأول: أن تلك السياسة قد تأتي بنتائج عكسية وتؤدي إلى ظهور اشكال جديدة من المقاومة تتناسب مع "الاغتيال الهادئ" ولم يعهدها العدو الإسرائيلي، أما السبب الثاني فهو اضطرار العدو إلى صفقة أسرى ثانية لتخليص جنوده من الأسر لدى المقاومة في غزة قد يؤدي إلى وضع المقاومة لشروط أكثر تعقيدًا وكلفة من الصفقات السابقة، ولذلك فإن الأسلم بالنسبة للعدو هو احترام الاتفاقات التي يبرمها بشكل غير مباشر مع المقاومة الفلسطينية رغم قساوتها.