فلسطين أون لاين

بعد أن حرمها الاحتلال من الذهاب إلى غزة

عائلة "فقهاء" تابعت جنازته ابنها عبر التلفاز من الضفة

...
والدة الشهيد مازن فقهاء تابعت جنازة نجلها عبر شاشة التلفاز (الأناضول)
طوباس - الأناضول

بمزيج من مشاعر الحزن والغضب، تسمّرت عائلة مازن فقهاء، القيادي في كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، في مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة، أمام شاشة التلفاز لتتابع مسيرة تشييعه في قطاع غزة.

ومنع الاحتلال الإسرائيلي عائلة فقهاء، من وداع ابنها الذي اغتاله، مساء أمس الجمعة، في مدينة غزة، وحرمها من المشاركة في جنازته، التي خرج فيها آلاف من الفلسطينيين، ظهر اليوم السبت 25-3-2017.

وتعود أصول فقهاء لمدينة طوباس، وأبعد إلى غزة بعد إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل أسرى بين حركة "حماس" والاحتلال الإسرائيلي عام 2011، تم بموجبها الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط، مقابل إطلاق سراح 1047 أسيراً فلسطينيا.


وفي ظل منع سلطات الاحتلال لعائلة فقهاء من الذهاب إلى غزة منذ سنوات، لم يستطع أحد من والديه أو أفراد عائلته توديع جثمانه أوالمشاركة في مسيرة تشييعه.

ختام فقهاء، والدة مازن، أشارت إلى أن اللقاء الأخير مع نجلها كان قبل ست سنوات عندما سمحت لها سلطات الاحتلال للمرة الأولى والأخيرة بزيارته في غزة.

وقالت "الآن لا أستطيع أن أرى زوجته وأصبّرها (أواسيها)، ولا هي تستطيع أن تساندني".

وبينما كانت تحتضن صورة ابنها وهي تتابع تشييعه عبر التلفاز، قالت "أم مازن" كان يتصل دائماً بنا، يسأل عن أخبارنا جميعاً، وفي الفترة الأخيرة كان شوقه كبير جدا لمدينة طوباس وعائلته".

وأضافت "طلب منا مازن أن نلتقط له بعض الصور لأجواء الربيع في مدينة طوباس، لكنه لم يتمكن من رؤيتها فقد التقطت في يوم اغتياله".

وهدد جيش الاحتلال الإسرائيلي عائلة فقهاء عدة مرات باغتيال نجلها مازن، لدى اقتحام منزلها في طوباس.

وكان التهديد الأخير للعائلة، بحسب "أم مازن" قبل عام ونصف، عندما اقتحمت قوة إسرائيلية منزلهم، وطلبت من والديه أن يتوقف نجلهما عن عمله ضد (إسرائيل)، وقال لهما الضابط حينها "يدنا طويلة، ونستطيع الوصول له أينما كان".

من جانبه، حمل محمد فقهاء، والد "مازن"، جيش الاحتلال مسؤولية اغتيال نجله.

وقال: "لا يوجد لدينا أدنى شك بأن (إسرائيل) هي من اغتالت ابني مازن، فاسمه مدرج على قائمة الاغتيالات، وكانوا (قوات الاحتلال) يهددونا إما أن يترك الطريق الذي يسلكه أو أنهم سيقتلوه".

وعبّر الوالد عن ألمه بفقدان ابنه وعدم تمكنه من وداعه، وقال "الأمر صعب جدا علينا، لأننا لم نستطع وداعه، ربنا يرحمه".

وشارك المئات من أهالي طوباس بمسيرة وجنازة رمزية، بعد أداء صلاة الغائب عليه في مسجد طوباس، باتجاه منزل العائلة.

وردد المشاركون في المسيرة العبارات التي تطالب بملاحقة قتلة مازن والثأر لدمائه.

وكانت وزارة الداخلية غزة، قد أعلنت في وقت سابق من مساء أمس الجمعة، عن استشهاد "فقهاء"، القيادي في "كتائب القسام"، برصاص مجهولين جنوبي مدينة غزة.

وتوّعدت كتائب القسام، في بيان أصدرته مساء أمس، الاحتلال الإسرائيلي بـ"دفع ثمن جريمة الاغتيال".