لا أحد في بلادنا سعيد بالخسائر البشرية والمادية التي أصابت دول العالم، وبالذات الدول الكبيرة التي استعمرت بلادنا، ودعمت (إسرائيل) في عدوانها المستمر على شعبنا وأرضنا. نعم ثمة أعداد كبيرة من الإصابات والوفيات في أميركا وبريطانيا وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، وهي الدول الأكبر اقتصادًا، والأكثر ظلمًا للشعوب الضعيفة والمسلمة، خاصة في بلادنا فلسطين.
هذه البلاد الاستعمارية، والعدوانية، التي أقامت دولة (إسرائيل) على أرضنا، وزودتها بالمال والسلاح، والتأييد السياسي، والسكوت عن جرائمها تستحق هذا التراجع الكبير في الاقتصاد، واستنزاف للموازنات، وصناديق الأجيال القادمة، ذلك أنهم كانوا شركاء (لإسرائيل) المجرمة في كل ما أصابنا منذ أكثر من مائة عام.
نحن نقول ونقرأ: "إن الله يدافع عن الذين آمنوا"، وما خطر ببال كثيرين منا أن الله سيضرب هذه الدول الاستعمارية، الأكثر تقدمًا واقتصادًا، بفيروس لا يرى بالعين، فيجعلها حبيسة المنازل، وحاضرة المشافي، وخائفة من القادم، وكأن القادم ما زال يحمل الأخطر. دول تلاعب بمصائر شعوب ضعيفة، ونصّبت عليها حكامًا من الطغاة المتجبرين، وسلكت طريق دعمهم، على كره من شعوبهم، حتى يسلموا لها زمام أوطانهم، واقتصاد بلاهم، وسرقة أموال شعوبهم، مع ضمان بقائهم في دائرة الذلة الخضوع.
إن لله جند السماوات والأرض، وما يعلم جنود ربك إلا هو، ومن جنوده فيروس كورونا ولا شك في ذلك، فأين جنودكم؟! أين جنود أميركا، وبريطانيا وفرنسا، (وإسرائيل)؟! أين هم من هذه القرصة الإلهية؟! هل ثمة فيكم بقية من خير تعيدكم إلى الصواب والاعتراف بحقوق الضعفاء، وأول الحقوق هذه حق الفلسطينيين في دولتهم ووطنهم، ومنع العدو المجرم من ضم الأغوار، وأراضي الضفة الغربية.
نحن الآن لا نطالبكم بمساعدتنا على التحرير وتقرير المصير، فلما يبلغ بكم كورونا الرشد، والتوبة، وما زلتم في حاجة إلى ما هو أوجع لتفيقوا، وتردوا المظالم إلى أهلها، ونحن على يقين بالله أن يوم رد المظالم قادم لا محالة، ونحن نرى في فيروس كورونا ما لا ترون من علامات الخير القادم.
نحن في فلسطين عجزنا حتى الآن عن استخلاص حقوقنا منكم بقوتنا، ولكن أملنا في الله أن يكون عونًا لنا في استخلاص حقوقنا الوطنية في بلادنا. والذي أرسل كورونا تأديبًا وعقابًا، قادر على أن يعيننا على الخلاص من الاحتلال، والاستيطان. القدس لم تبقَ قرنًا كاملًا في يد غير المسلمين، ولا تصل (إسرائيل) في احتلالها إلى هذه المدة، وستتحرر القدس قبل هذا الزمن، وتعود للمسلمين، ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبًا.