فلسطين أون لاين

​"بادر من بدري"

مبادرة شبابية تحفظ حقوق المتطوعين

...
غزة - هدى الدلو

شبابٌ عشقوا الأعمال التطوعية ودفعوا أوقاتهم وجهدهم في سبيل هذه الأعمال وبمختلف المجالات، وجعلوا التطوع شعارًا لحياتهم يُثير فيهم مشاعر السعادة والحب بين البشر، ولكن ما تقوم به بعض المؤسسات تجاه الأشخاص المتطوعين أطفأت روح التطوع في نفوس الشباب، لما يتعرضون له من استنزافٍ لطاقاتهم، واستغلالٍ لجهودهم، خاصة أن المتطوعين هم الذين لا ينتظرون مقابلًا، وأعمالهم تنبع من القلب ومن رغبتهم الملحة في العطاء والتضحية لغيرهم. وعلى هذا الأساس أطلق الفريق الشبابي "بكرا الثقافي" مبادرة شبابية إنسانية "بادر من بدري" للمطالبة بحقوق المتطوعين وضمانها وتعزيز دور الشباب.

يقول منسق المبادرة معتز فرج الله: "هي مبادرةٌ شبابية فكرتُها قائمة على ضمان حقوق الشباب المتطوعين في المؤسسات من الاستغلال والانتهاكات من خلال ميثاق تفاهم تُوقِّع عليه المؤسسات، والشق الآخر هو العمل على الحفاظ على أدنى حقوقهم والتي تتمثل في تكريم هؤلاء المتطوعين الذين ترشحهم المؤسسات والتي كان لهم دور بارز".

وأوضح أنه ستتضمن المبادرة العمل على ترشيح عدد من المتطوعين من مختلف محافظات القطاع لإظهارهم إعلاميًا، وإنتاج فيديو يحاكي إنجازاتهم، وذلك يأتي في إطار تحفيزهم على الاستمرار في العمل والعطاء.

ومن خلال عمل الشاب فرج الله كمنسق ميداني، وقربه من الشباب المتطوعين لاحظ العديد من المشاكل والانتهاكات التي يتعرض لها الشباب في هذا الخصوص، لذلك قرر تنفيذ هذه المبادرة مع فريق شبابي.

وأضاف: "من وجهة نظري ثمة مشاكل عديدة تواجه المتطوعين، ولكن أكبر مشكلة تواجه الشباب المتطوعين، أن الشاب بعد تطوعه لشهرٍ واحد أو سنوات متعددة يأتي في النهاية شخص آخر ويأخذ فرصته في العمل".

وأشار فرج الله إلى أن الفريق بدأ مرحلته الأولى في المبادرة انطلاقًا من مدينة غزة وشمال القطاع من خلال التواصل الفعلي مع المؤسسات لتوقيع ميثاق تفاهم يضمن حق المتطوعين، واستهدف خلالها ما يقارب 50 مؤسسة للتوقيع على ميثاق تفاهم بين المتطوعين والمؤسسات من شأنه أن يضمن حق المتطوعين وتعزيز روح التطوع لدى الشباب.

ومن الأعمال التي تتضمنها المبادرة، لفت إلى أنهم أطلقوا وسمًا "هاشتاق" ليصل لأكبر عدد من الشباب، والتواصل الميداني مع المؤسسات، ومن ثم سيتم عقد اجتماع مع المؤسسات التي ستوقع على الميثاق، لينطلقوا إلى محافظة الوسطى ورفح.

واتخذ أعضاء الفريق مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لنشر هشتاق "#بادر_من_بدري" من أجل التعبير عن مضمون المبادرة، والعمل على إيصالها لمختلف أفراد المجتمع، وبغرض إثارة القضية، وقد لاقى ترحيبًا وتفاعلًا من قبل المستخدمين.

ويعد "بكرا الثقافي" فريقا شبابيا مكونا من 20 شابا وشابة من الخريجين والمتطوعين ونشطاء المجتمع الذين يسعون من خلال فريقهم وأهدافهم ورؤيتهم إلى تفعيل دور الشباب في شتى المجالات، والعمل على تعزيز دور الشباب، وتبني قضاياهم وخدمة المجتمع من خلال مبادرات وبرامج وأنشطة فنية ثقافية مجتمعية.

وبين الشاب فرج الله أنهم يسعون من خلال المبادرة إلى الوصول إلى عدة أهداف، أهمها تحقيق ميثاق وضوابط تؤمّن للمتطوعين حقوقهم وكرامتهم، وتكريم المتطوعين بدلًا من ضياع حقوقهم، "فالكادحون في المجتمع هم من يبنونه، كما المتطوعون في المؤسسات فهم أساس النجاح وواجب علينا تقديرهم"، وفق قوله.

ويطمح إلى كسر حالة الصمت التي يمر بها مئات المتطوعين العاملين في مؤسسات مجتمعية وخاصة، والتي لجأ إليها عدد كبير من المتطوعين رغم عدم نيل أي حقوق لهم، فلم يتم صرف رواتب، أو حتى مكافأة مالية، وذلك بدلًا من انتظارهم في طابور البطالة التي تزداد رقعتها عامًا بعد عام، فلا بد من حماية الشباب المتطوعين، واسترجاع روح التطوع التي لم تعد موجودة لدى الشباب نظرًا لهضم حقوقهم من قبل بعض المؤسسات.