فلسطين أون لاين

ناشط: هناك حالات مصابة غير معلنة

تقرير الاحتلال والسلطة يتجاهلان وقاية سكان "شعفاط" و"كفر عقب" من "كورونا"

...
كفر عقب
غزة- جمال غيث

أكد مختصان أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي والسلطة في رام الله، تتجاهل وقاية سكان أحياء مخيم شعفاط الخمسة "مخيم شعفاط، راس خميس، عناتا الجديدة، ضاحية السلام وراس شحادة"، وأحياء كفر عقب الأربعة "كفر عقب، سميراميس، المطار وصغير"، من فيروس "كورونا".

ومع بدء إقامة سلطات الاحتلال الإسرائيلي جدار الفصل العنصري عام 2002، تحولت منطقتا أحياء مخيم شعفاط، التي يسكنها نحو 80٫000 نسمة، وأحياء كفر عقب الأربعة التي يسكنها نحو 70٫000 نسمة، إلى منطقة عشوائية، لا تتوفر بها الرعاية الصحية، وفق المختصين.

وقدم مركز "عدالة" بالتنسيق مع الائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس، الأربعاء الماضي، التماسًا عاجلاً لمحكمة الاحتلال "العليا"، طالب فيه بتوفير مراكز فحوصات "كورونا" لسكان شعفاط وكفر عقب، كخطوة أولى للحد من انتشار الوباء.

وجاء في الالتماس أن سلطات الاحتلال تهمش كل السكان الفلسطينيين القاطنين خلف جدار الفصل العنصري، على الرغم من مسؤولياتها تجاههم كونهم يتبعون إداريًا لمدينة القدس، وتتجاهل خطر انتشار فيروس "كورونا" بين نحو 150 ألف فلسطيني يسكن هذه الأحياء.

تهميش الأحياء

وبين المختص بشؤون القدس جمال عمرو، أن الاحتلال صنف السكان الفلسطينيين بالقدس بعد بناء جدار الفصل العنصري، إلى ثلاثة أصناف فلسطينيين مقيمين بمدينة القدس وعليهم اتباع القانون الإسرائيلي، ومن يخالف شروط الإقامة  تلغى إقامته ويغادر المدينة.

و"الصنف الثاني هم الفلسطينيون المقيمون خارج الجدار ويتبعون قوانين الاحتلال كأحياء مخيم شعفاط وكفر عقب، في حين لا يحمل التصنيف الثالث الهوية الفلسطينية، ويعيش أصحابه بجوار أحياء مخيم شعفاط وكفر عقب ولا يخضعون للسيادة الإسرائيلية".

وأكد عمرو لصحيفة "فلسطين" أن سلطات الاحتلال تواصل تهميش تلك الأحياء الفلسطينية وتحرمهم من إجراء الفحوصات الخاصة بفيروس "كورونا"، وتفرض حصارًا عليهم وتجاههم كونهم يتبعون إداريًا لمدينة القدس.

ولفت إلى أن الاحتلال حرمهم الخروج من تلك الأحياء للتزود باحتياجاتهم للوقاية من الفيروس، كما وتعتقل كل من يخالف قراراتها، مشيرًا إلى أن السلطة لم تقم بواجباتها لحماية السكان هناك وتوفر احتياجاتهم، وتتجاهل خطر انتشار فيروس "كورونا" بين نحو 150 ألف فلسطيني يسكن تلك الأحياء.

ويعتمد الفلسطينيون القاطنون خلف جدار الفصل العنصري، وفق عمرو، على أنفسهم للحماية من الإصابة بالفيروس من خلال تشكيل لجان لجمع التبرعات وتوفير احتياجاتهم الوقائية، وتوعية السكان للحد من التنقل لمنع تفشي المرض.

كارثة صحية

من جهته، حذر الناشط المقدسي عبد العفو زغير، من كارثة صحية وإنسانية ستحدث لسكان أحياء مخيم شعفاط وكفر عقب، بسبب حالة الاكتظاظ السكاني هناك، ولعدم توفر الرعاية الصحية المناسبة للسكان.

وبين زغير لصحيفة "فلسطين" وجود حالات غير مكتشفة مصابة بفيروس "كورونا" ظهرت عليهم أعراض الإصابة في أحياء كفر عقب، وفق قوله، بسبب اختلاطهم بمشغليهم الإسرائيليين في الأراضي المحتلة، واهمالهم من قبل الاحتلال والسلطة وعدم توفير احتياجاتهم.

وذكر أن سلطات الاحتلال عقب بناء جدار الفصل، عزلت بعض الأحياء الفلسطينية عن مدينة القدس ووضعت حواجز تفصلها جغرافيًا عن المدينة المقدسة، وأصبحت تلك المناطق عشوائية لا تخضع لأي سلطة.

وأشار إلى أن ما يزيد الطين بلة وينذر بكارثة إنسانية؛ خلو هذه الأحياء من المستشفيات واقتصارها على بعض مراكز الرعاية الأولية الإسرائيلية التي أغلقت بسبب "كورونا"، مؤكدًا تفاقم الأوضاع الصحية للسكان.

واعرب عن خشيته من تفشي المرض في تلك الأحياء.

وأكد زغير، أن الفلسطينيين القاطنين خلف الجدار يواجهون وباء كورونا من خلال لجان شكلوها لنشر الوعي بين السكان، ومحاولة فرض حظر التجوال والحد من الحركة والتنقل لمنع انتشار الفيروس، إلا أن تلك الإجراءات غير كافية لعدم توفير الرعاية الصحية والاهتمام بالسكان.