فلسطين أون لاين

الأطباء الفلسطينيون بالخارج يضحون بأنفسهم في مكافحة الوباء العالمي

...
غزة- محمد أبو شحمة

مع تفشي فيروس كورونا المستجد في العالم، كان الأطباء والممرضون والعاملون في المجال الصحي أكثر الفئات تعرضًا للإصابة وبه، بسبب اختلاطهم القريب بالمصابين من خلال تقديم العلاج لهم.

وبرز خلال هذه الجائحة التي وصلت لمختلف دول العالم، الأطباء الفلسطينيون العاملون في المستشفيات العربية والأوروبية والأمريكية كجنود مجهولين يعملون بكل إخلاص وأمانة للتصدي للفيروس وتقديم العلاج للمصابين.

وتوفي 3 أطباء فلسطينيين في كل من إسبانيا وأمريكا وإيطاليا نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا المستجد خلال تقديمهم الخدمة الطبية للمصابين في مستشفيات تلك الدول وفقًا لوزارة الخارجية الفلسطينية.

وكان آخر الأطباء الفلسطينيين الذين توفوا في أثناء قيامهم بمهامهم لمحاربة فيروس كورونا الصيدلاني الفلسطيني سيف التيتي من وجهاء الجالية الفلسطينية في ولاية نيوجيرسي الأمريكية.

وكانت وزارة الخارجية، أعلنت الاثنين الماضي، وفاة الطبيب الفلسطيني قاسم عيسى من مدينة غاليسيا في إسبانيا، نتيجة إصابته بفيروس "كورونا"، والطبيب نبيل خير، في أثناء عمله في أحد المستشفيات الإيطالية التي ينتشر بها المرض بصورة كبيرة.

وزارة الخارجية الفلسطينية أكدت أن الأطباء الفلسطينيين في الخارج يتقدمون الصفوف مع زملائهم وباسم الإنسانية جمعاء في مواجهة فيروس "كورونا".

وذكرت أنه في أوروبا وحدها، يشارك نحو ألف طبيب فلسطيني، في مواجهة هذا الفيروس، ويعرضون حياتهم للخطر، مشيرة إلى أن عديد الإصابات في صفوف الأطباء والممرضين ورجال الإسعاف من أصول فلسطينية وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية.

الطبيب الفلسطيني الموجود في ألمانيا كمال الدهشان أكد أن الأطباء الفلسطينيين خاصة والعرب بشكل عام يقومون في واجبهم الإنساني والأخلاقي بالمستشفيات الأوروبية والأمريكية المختلفة لمواجهة فيروس كورونا.

وقال استشاري الجراحة العامة الطبيب الدهشان في حديثه لـ"فلسطين": "يؤدي الأطباء عملهم بكل إخلاص وأمانة رغم الخطورة العالية التي قدم يتعرض لها الطبيب من خلال انتقال العدوى لهم نتيجة الفيروس القاتل، ولكن هذا هو دورهم وهم لن يتخلوا عن القيام بهذا الواجب".

وأضاف الدهشان: "في الأيام العادية يصل العمل للأطباء 8 ساعات ولكن مع وصول فيروس كورونا إلى أوروبا التي أصبحت بؤرة له في العالم أصبح الطبيب يبقى في عمله بالمستشفيات لأيام طويلة".

وبين أن العديد من الأطباء الفلسطينيين توفوا نتيجة إصابتهم بالفيروس خلال وجودهم على رأس عملهم بالمستشفيات المختلفة في أوروبا، وذلك دلالة على تفاني هؤلاء في تقديم الخدمة الإنسانية لمواطني الدول المقيمين فيها.

كذلك، أكد الطبيب الفلسطيني المقيم في برلين أحمد عاشور أن جميع الأطباء وطلاب أقسام كليات الطب العرب والفلسطينيين يقومون بتأدية واجبهم الإنساني في تقديم العلاج ومساندة النظام الصحي الأوروبي في علاج المصابين في فيروس كورونا.

وقال عاشور لـ"فلسطين": "يوجد خطورة كبيرة على الأطباء بشكل عام نتيجة اختلاطنا في المصابين بالفيروس ولكن هذا هو واجبنا وعملنا ويجب علينا القيام به وإنقاذ أرواح حياة الآلاف، ونحن نلتزم بالإجراءات الوقائية من خلال اللباس الطبي لمنع وصول الفيروس لنا".

ولفت إلى أن الأطباء الفلسطينيين لديهم القدرة والتميز على القيام بدور مؤثر في علاج المصابين من فيروس كورونا، فجميعهم يمتلكون الخبرة الكبيرة في الطب، ويعملون منذ سنوات طويلة في مستشفيات أوروبا.

وأوضح عاشور أن الأطباء الفلسطينيين المنتشرين في دول العالم المختلفة، مستعدون لعدم التراجع في تأدية واجبهم الأخلاقي، وعلاج آخر مرض من فيروس كورونا.