لماذا تتعالى أصوات قادة الأحزاب والجنرالات في دولة الاحتلال بضرورة انتهاز الفرصة القائمة والإسراع في ضم مناطق الأغوار، ومناطق في الضفة ؟! يقول أمير أفيفي رئيس حركة الأمنيين في خدمة إسرائيل:" لعلها المرة الأولى في العالم التي تعلن فيها الولايات المتحدة خطة سياسية تسمح بموجبها (لإسرائيل) أن تفرض سيادتها على حدودها الشرقية في منطقة الأغوار، ومستوطنات الضفة".
وتقول المصادر العبرية إن أزرق وأبيض يتوافق بشكل تام مع الليكود في مسألة ضرورة ضم الأغوار في أقرب وقت. ويرى أفيفي أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب لعملية الضم. ذلك بسبب التأييد المطلق لواشنطن من ناحية، وبسبب انشغال العالم كله بجائحة كورونا، مما يسمح بعملية الضم، بأقل نسبة من النقد أو الضغط الدولي. حيث لا فرصة موجودة لجمع مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة.
دولة العدو تستغل جائحة كورونا في تنفيذ مخططها الصهيوني القديم بالسيطرة الكاملة على كل تراب فلسطين التاريخية بحسب خرائط الانتداب. الخطة قديمة، والتنفيذ سار بخطوات متدرجة منذ عام ٤٨ وحتى الآن، وقد جاءت مؤخرا فرصة نادرة للسيطرة على الأغوار كحدود شرقية لدولة الاحتلال بشكل دائم.
من المعلوم أن خطوة الضم ستضع العلاقات مع الفلسطينيين، والأردن في مواجهة خطرة، ربما تؤدي إلى انهيار السلطة، وتجميد العلاقات مع الأردن. وهنا أتساءل لماذا لا تضع فلسطين والأردن خطة مواجهة معلنة قبل أن تتخذ (إسرائيل ) خطوات عملية يصعب أن تتراجع عنها. منهج الوقاية يقي مصارع الشرّ، والتسويف مطية الفشل والشر.
في فلسطين. والأردن، وجامعة الدول العربية لا يقومون بإجراءات وقائية تمنع وتحبط إجراءات الاحتلال، ويبدو أنهم اعتادوا الصراخ والشجب بعد وقوع الجريمة، ويكتفون بما لا يضر العدو، ولا ينفع فلسطين. هكذا يأتي قادتنا متأخرين لا سيما في قضايا القضية المركزية لهم، قضية فلسطين، وارض فلسطين؟ بينما تجدهم أسرع من البرق في مواجهة الحركات الإسلامية، حيث يسبقون اليهود والأميركان، بل العالم كله، جرأة على أولياء الله، وهم في تخاذل مذل لأرض الإسراء، وعش الانبياء.
وما زالوا يسوفون بينما كورونا تهزهم هزا عنيفا أن عودوا إلى طاعة ربكم قبل موتكم، واحفظوا مسراكم، ولا تعادوا أولياء الله. ومع ذلك التغير الكبير في العالم، فإنهم لا يتغيرون، عن قول كورونا غافلون؟! فحسبنا الله ونعم الوكيل؟!