غزة - صفاء عاشور
قررت وزارة الزراعة في قطاع غزة السماح باستيراد البطيخ من الجانب الإسرائيلي ابتداءً من اليوم (الثلاثاء) و لمدة ثلاثة أيام، في محاولة لخفض أسعار البطيخ في السوق المحلي.قرار الوزارة لم ينل رضا المزارعين والتجار المحليين مؤكدين أنه سيضر بالمنتج المحلي الذي يعتبر أفضل من الإسرائيلي، لافتين إلى أن قلة الكميات المزروعة من البطيخ هي السبب في ارتفاع سعره وليس احتكار التجار.
مساحات قليلة
المزارع عبد الله اللولحي أكد أن قلة المساحات المزروعة بالبطيخ هي السبب وراء قلة الكميات المعروضة في الأسواق وبالتالي ارتفاع سعرها، مرجعاً عزوف المزارعين عن زراعة البطيخ إلى تعب التربة والارهاق الذي أصابها بسبب تكرار زراعتها بالبطيخ.
وقال لـ"فلسطين": إن "المزارع ليس لديه أي إمكانيات التي من شأنها أن تعزز من قدرة التربة على الإنتاج، وبالتالي لا يجد حلاً سوى أن يترك الأرض ترتاح أو يزرعها بمحاصيل مفيدة لها".
وأضاف اللولحي: "لا يزال هناك انتاج من البطيخ في شمال القطاع خاصة في بيت لاهيا وبيت حانون، وإدخال المستورد من الجانب الإسرائيلي سيضر بالمزارعين الذين لا يزال محصولهم باقيا في أراضيهم".
قرار فاشل
من جهته، بين المزارع محمد الفرا أن قرار وزارة الزراعة "متسرع"، مؤكداً أن ارتفاع أسعار البطيخ ليس للمزارع يد فيها وإنما تعود لأسباب متعلقة بالإنتاج والمناخ.
وأكد لـ"فلسطين" أن ارتفاع درجات الحرارة خلال موسم انتاج البطيخ هو ما تسبب في قلة الانتاج، لافتاً إلى أن ما سيسمح الجانب الاسرائيلي بتوريده من البطيخ للقطاع ليس بجودة المنتج المحلي.
وحذر من الخسائر التي سيتكبدها المزارعون في حال سمحت وزارة الزارعة بإدخال كميات كبيرة من البطيخ الإسرائيلي للقطاع.
قرار الاستيراد
مدير عام التسويق والمعابر في وزارة الزراعة بغزة تحسين السقا أوضح أن الوزارة ستبدأ من اليوم، استيراد البطيخ من الجانب الإسرائيلي وذلك لمدة ثلاثة أيام، لتصبح هناك حالة من التوازن في الأسعار في السوق المحلي.
وقال لـ"فلسطين": إن "أسعار البطيخ خلال الأيام الماضية شهدت ارتفاعاً كبيراً وذلك بسبب نقص الكميات المطروحة في الأسواق، وهو ما دفع التجار إلى رفع أسعاره بشكل كبير لا يستطيع المستهلك الفلسطيني مجاراته".
وأضاف: "خلال عملية الاستيراد سنسمح بإدخال كميات معينة تلبي رغبة المستهلك وتحافظ على توازن الأسعار بشكل يؤدي إلى تراجع أسعار البطيخ المحلي في الوقت ذاته"، لافتاً إلى أن أسعار البطيخ شهدت ارتفاعاً غير مسبوق.
ووصل سعر كيلو البطيخ الواحد إلى 2 شيقل منذ بداية شهر رمضان.
وبين السقا أن الوزارة ستلجأ إلى استيراد البطيخ بسبب تراجع المساحات المزروعة عن العام الماضي بنحو ألف دونم، وهو ما أدى إلى عجز في الانتاج وصل إلى ثلاثة آلاف طن وأثر على الكميات المعروضة وارتفاع أسعارها.