عند المصائب، وتفشي الأمراض، يتّجه المسلمون إلى الدعاء. الدعاء مخ العبادة، وبه يفرج الله الكروب، وينفس الهموم، ويرفع الوباء. هذه سنة نبيّنا صلى الله عليه وسلم. وما سمعنا يوما أن رقص النساء شبه عاريات فيه رفع للوباء، أو معالجة للأمراض، أو حتى ترفيه عن المحجورين في بيوتهم، حتى جاء وباء كورونا، فتنافست الراقصات في بلادنا العربية الإسلامية على تقديم وصلات رقص مسف للشعب بحجة دعوتهم للبقاء في بيوتهم، وتسليتهم؟!
كورونا في بعض الأقوال فتنة، وفي غيرها غضب. ورقص النساء شبه عاريات لغير أزواجهن فيه غضب، ربما لا يدانيه غضب، لأنه طريق للفاحشة. فكيف بهؤلاء يواجهون الغضب بغضب؟! والجريمة بجريمة أكبر؟! لماذا يا حكومات العرب الرقص في ظل فشلكم في علاج مرض كورونا، وتفشي الموت في الناس؟! هل الرقص يخفي الفشل؟!
أغلقت الأوقاف المساجد بسبب كورونا، بينما استمر رقص الراقصات، ونشر فواحشهن على وسائل التواصل الاجتماعي التي استولت على عيون المشاهدين الجالسين في البيوت. والغريب أن الراقصة التونسية مثلًا تقول للمواطن: خليك في البيت، وسأرقص لك كل يوم؟! وكذا قالت الراقصة المصرية؟! ولم نجد أحدا من ذوي الأمر يطلب منهن الكف عما يغضب الله، رجاء أن ينزل الله رحمته على الشعب.
نحن في بلادنا العربية والإسلامية في حاجة إلى الدعاء، ولسنا في حاجة للرقص والغناء. نحن في حاجة ماسة لما يرضي الله، ولسنا في حاجة إلى ما يغضبه. في بلاد أوروبا والصين ذهبوا لرفع الأذان، والدعاء، وهم على غير دين الإسلام تبرّكًا، ونحن في بلاد العرب والمسلمين نرفع الرقص شبه العاري؟! فهل يليق هذا في بلادنا ونحن في امتحان كورونا؟!
حين يفشل القادة في إدارة أزمة كورونا، رغم ما لديهم من إمكانيات مادية، فإن فشلهم الإداري لا يجيز لهم الاعتماد على الرقص لكي يبقى الناس في بيوتهم. أغلقوا أماكن اللهو هذه، وطهروا وسائل التواصل من فاحشة الرقص والعري. واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة.
نحن مقبلون على شهر رمضان الكريم، وقد نقيم صلاته وقيام ليله في البيوت، كما صرحت الأوقاف المصرية، وهذا يحفزنا إلى ضرورة الانشغال بالصلاة، والدعاء، وقراءة القرآن، ومغادرة المسلسلات، والراقصات، فهلا قامت جهات الحكم والاختصاص بمساعدتنا بوقف هذه المنغصات؟! أرجو ذلك.