فلسطين أون لاين

الاحتلال.. لا رحمة حتى في الوباء

في دليل على أن تقنيات الاستعمار الاستيطاني لا تتوقف أبدًا، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عيادة طوارئ أقامها الفلسطينيون في بلدة صغيرة داخل الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة، وفقًا لما ذكرته منظمة السلام الإسرائيلية (بِتْسيلِم).

كتبت «بِتسيلِم»: «في صباح، يوم الخميس الماضي، وقرابة الساعة السابعة والنصف، وصل مسؤولون من الإدارة المدنية (الإسرائيلية) في الضفة الغربية برفقة سيارة جيب عسكرية وجرافة وشاحنتيْن مسطحتين مع رافعات، إلى (خربة إبزيق) في شمالي غور الأردن. صادروا أعمدة وأقمشة كتانية كان يُفترض أن تستعمَل في نصْب ثماني خيام، اثنتان لعيادة ميدانية، وأربع للإسكان العاجل للأهالي الذين تم طردهم من منازلهم، واثنتان لاتخاذهما مسجدين مؤقتين. وصادرت القوة أيضًا كوخًا من الصفيح قائمًا منذ أكثر من عامين، إضافة إلى مولد كهرباء، وأكياس رمْل وإسمنت. وصودرتْ أربع مصاطب نقالة مخصصة لأرضيات الخيام، ودُمرت أربعٍ أخرى».

من مبادئ الاحتلال الإسرائيلي أنه لا يُسمح لخمسة ملايين فلسطيني يعيشون في ظل بطشه وقمعه، بإنشاء مبانٍ جديدة بلا تصريح منه. وتأمل سلطات الاحتلال من ذلك، كما هو واضح، في أن تدفع الفلسطينيين إلى الخروج من فلسطين مع الزمن بحرمانهم من المأوى الأساسي. ولكون هذا المبدأ، أي «عدم السماح بإنشاء مبانٍ جديدة» يُطبق على عيادات أقيمت على عجل للفلسطينيين المعرضين للخطر في قراهم الصغيرة في خضم انتشار وباء عالمي، فإنه ينم عن منتهى القسوة والوحشية. وهو بالتأكيد جدير بأن يُعتبَر جريمة حرب بموجب اتفاقية جنيف لعام 1949 المتعلقة بمعاملة السكان الذين يعيشون تحت الاحتلال.

لنتأملْ ما يلي: لقد تعاملت الصين ونيويورك مع انتشار الفيروس بطرق عدة، منها إنشاء مستشفيات جديدة، سواءً بالتغيير المؤقت لأغراض استعمال بنايات أخرى، أو ببناء منشأتيْن جديدتين في مدينة ووهان. أما الفلسطينيون، فلا تسمح لهم (إسرائيل)، حتى بإقامة خيام ميدانية!

استنكرت وزارة الخارجية الفلسطينية «هذه الاعتداءات التي تترافق أيضًا مع تصاعد حملات الاحتلال الرامية إلى محاربة الوجود الفلسطيني في منطقة الأغوار المحتلة، التي كان آخرَها تدميرُ عيادة ميدانية تخدم المواطنين الفلسطينيين في خربة (إبزيق) شرق طوباس، على الرغم من الإجراءات المفروضة والحاجة الملحة للعيادات الطبية، وما تقدمه من خدمات طبية، في ظل استمرار تفشي وباء فيروس كورونا، إضافة إلى حملة الاعتقالات المتواصلة ضد أبناء شعبنا في القدس المحتلة».

وتشكو وزارة الخارجية أيضًا من أن المستوطنين الغاصبين للأرض الفلسطينية، شكلوا عصابات لمهاجمة الفلسطينيين في البلدات والقرى الصغيرة، مستغِلين عدم اهتمام العالم بفلسطين خلال الوباء.

وقد ظهرت حالات إصابة بوباء «كوفيد- 19» فعلًا في الضفة الغربية الفلسطينية، ذات الكثافة السكانية العالية، حيث تُجبر سياسات الاحتلال الإسرائيلي الناس هناك على الاصطفاف في طوابير مزدحمة عند نقاط التفتيش العسكرية. وتفعل السلطة الفلسطينية ما بوسعها لتشجيع التباعد الاجتماعي، ولكنها تظل عاجزة عن التصرف بسبب السياسة الإسرائيلية، والإعاقة المتعمدة للجهود الفلسطينية المبذولة لمحاربة الوباء.

المصدر / صحيفة "الخليج" نقلا عن موقع: "إنفورْمْد كومِنْت"