أربعة عشر عاما وغزة حرسها الله تحت الحصار. الحصار فرضته دولة الاحتلال الظالم على غزة، ولم يفرضه فيروس كورونا. كان الاحتلال هو الفيروس يوم لم يكن العالم يسمع بكورونا. غزة اشتكت للعالم كله ظلم الحصار وعدوانه، ولم يستمع لها العالم. ثم جاءت كورونا الآن لتفرض على العالم كله حصارًا عادلًا. حصار الله لهم أوقف الطيران، والمصانع، والسياحة، وشل الاقتصاد والموانئ، وما خسرته غزة في عقد ونصف خسره العالم في نصف نهار، وخسرته دولة الاحتلال في يومين. والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
نحن الآن في غزة ما زلنا تحت الحصار، رغم تداعيات كورونا، ونطالب الاحتلال والعالم بضرورة رفع الحصار فورًا. غزة لم تعد تحتمل الحصار وكورونا معًا. غزة تقول على لسان قادة المقاومة إما أن ترفعوا الحصار فورًا، حتى تتمكن غزة من التعامل مع حصار كورونا، وإما أن ندخل مناطق غلاف غزة والوسط في الملاجئ، لنتساوى وإياهم أمام كورونا.
نحن في غزة بلا أجهزة تنفس صناعي، وبلا مستلزمات طبية أساسية، ونحن لا نضمن الآتي، فإما أن تؤتونا بالأجهزة والمستلزمات الطبية، وهذا واجب قانوني على الدولة المحتلة، وإما أن نتصرف بطريقتنا الخاصة لنتساوى كطرفين أمام الفيروس بدون أجهزة؟! وكما يقولون في بلادنا بالعامية: (مفيش حد أحسن من حد).
ربما يذهب قادة المقاومة إلى خطوة تحذيرية محدودة، ينبهون العالم والاحتلال لضرورة الاستجابة لما قاله القادة. وإذا لم تنجح الخطوة التحذيرية فمن حق المقاومة نقل الحصار للغلاف.
في زمن كورونا ثمة واجب على مجلس الأمن أن يعقد جلسة عاجلة لمناقشة حصار الاحتلال لغزة، والأمر برفعه. غزة لم تعد تحتمل حصارين معًا. ارفعوا ما صنعته أيديكم لنتعامل مع ما قدره الله للعالم. الآن أدركتم ماذا يعني الحصار، وماذا تعني البطالة والتوقف عن العمل، وماذا يعني توقف السفر، وتوقف الاقتصاد؟! وما دمتم قد أدركتم فإن عليكم مواساة غزة برفع حصار تل أبيب لها.
ثمة فرصة أمام العدالة العالمية إن كانت موجودة أن تثبت وجودها، وأن تتعامل مع كورونا بلا ظلم للمستضعفين في الأرض، وغزة في أول قائمة المستضعفين الصابرين، فإن غادرتم العدالة، ولذتم بالعنصرية البغيضة، فغزة لها حقّ التصرف، وركوب الأخطار، فإذا لم تكن غير الأسنة مركبًا فما حيلة المضطر غير ركوبها. فإن لم يُرفع الحصار الآن في ظل هذه الأوضاع فمتى سيرفع؟! هذا مطلبنا، فما هي إجابتكم؟! وإياكم أن تصموا آذانكم، أو يتلعثم لسانكم؟! فالمراوغة لن تجدي نفعًا لنا أو لكم؟! هذا ما فهمته من كلام السنوار، ومن تصريح النخالة، فهل فهمتم مثلما فهمت؟!