فلسطين أون لاين

التلويح بالحرب بين الحقيقة والردع


هل ثمة حرب موسعة قريبة على غزة؟! هذا السؤال متداول بشكل كبير على الألسنة، لأن للعدو في كل يوم خبرًا جديدًا يجري في هذا المضمار. من هذه الأخبار الإعلامية العبرية خبر إنهاء جيش الاحتلال تدريبًا كبيرًا لقوات الاحتياط على حرب في غزة والذي استمر لمدة أربع وعشرين ساعة.

وشارك في التدريب نحو 2000 جندي احتياط وعشرات الضباط والذين تم استدعاؤهم بشكل عاجل ومفاجئ للتدريب ولفحص إمكانية جهوزيتهم في الحرب المقبلة مع غزة؟!

مثل هذا الخبر الذي يتضمن الحشد والتدريب من شأنه أن يرفع درجة حرارة السؤال عند المواطن الغزي، هل نحن مقبلون على حرب واسعة النطاق، تشبه حرب ٢٠١٤م، أم أننا بعيدون عن هذه الحرب؟! وأن المسألة لا تتجاوز التدريب واختبار درجة الجاهزية من ناحية، وإرسال رسائل ردع للفصائل الفلسطينية والمواطن الغزي، وتجديد عملية الردع من ناحية أخرى.

في غزة أعربت الفصائل مجتمعة ومتفرقة أنها لا تسعى لحرب واسعة النطاق، ولكنها ستدافع عن نفسها وعن المواطنين إذا ما فرض العدو هذه الحرب، لذلك تجد المقاومة تختبر هي أيضًا جاهزيتها الدفاعية بين الفترة والأخرى.

قرار الدخول إلى حرب واسعة النطاق ليس قرارًا سهلًا لا على الطرف الصهيوني ولا على الطرف الفلسطيني، والبيئة المحيطة عربيًا وإقليميًا، إضافة إلى البيئة الدولية لا تسمح بنشوب حرب موسعة في غزة، وجلّ الإجراءات السياسية تشجع على استمرار التهدئة، بل وتطويرها لاستقرار أطول.

ثم إن حكومة نتنياهو لم تنجح في حرب ٢٠١٤م في تحقيق أهدافها كما ذكر تقرير مراقب الدولة مؤخرًا، والجمهور الإسرائيلي سخر إلى حد كبير من الكابينت، مجلس الوزراء المصغر، ويمكن هنا مراجعة ما قاله يعالون رئيس الأركان السابق عن المجلس المصغر الكابينت.

الحرب واسعة النطاق ليست نزهة، بل هي معضلة للطرفين، الفلسطيني والصهيوني، وعلى كل منهما تدبر الأمر جيدًا، والتفكير في تداعيات الحرب المنظورة وغير المنظورة، وتفوق دولة العدو في السلاح لا يعني أن الحرب مريحة لها أكثر من التهدئة. العدو يستعد، والفصائل تستعد، ولكن الطرفان ينشدان بقاء التهدئة رغم كثرة التصريحات التي تتحدث عن حرب موسعة، ورغم التصريحات التي تحاول ربط الساحة الجنوبية بالساحة الشمالية مع حزب الله؟! ورغم محاولة ليبرمان تثبيت الردع والمبالغة في الرد على الصواريخ المنفلتة من التهدئة، والتي لا تعبر عن سياسة عامة للفصائل.

إنه لا معنى لقول وسائل الإعلام العبرية: "إن التدريب كان بمشاركة سلاح المدفعية الثقيلة ولواء الهندسة، وتم خلاله فحص جهوزية قسم التكنولوجيا العسكري واللوجستي، كما تم فحص الخطط العسكرية ومدى جهوزية القوات وقت الطوارئ" وأن "كتيبة غزة تدربت بكل ما يتعلق بالمواجهة المقبلة مع قطاع غزة، و"منطقة قطاع غزة هي منطقة يجب أن نكون مستعدين لها"، إلا محاولة بث القلق في غزة، وتثبيت سياسة الردع والتهدئة، دون تخفيف الحصار أو رفعه.