فلسطين أون لاين

غرفة منعزلة وتهيئة نفسية.. متطلبات الدراسة والعمل عن بعد

...
صورة تعبيرية
غزة-صفاء عاشور

فرض فيروس كورونا المستجد المنتشر في جميع أنحاء العالم على شريحة كبيرة من الأشخاص اللجوء إلى العمل من منازلهم أو عن بعد لضمان استمرار تقديم الخدمات المكلفين بها، كما ينطبق هذا الحال على الطلبة في مجال الدراسة.

موظفون، مدرسون، أطباء، تلامذة، طلبة جامعات وغيرهم الكثيرون ممن فضل العمل والدراسة عن بعد حتى لا يقف عمله، ولكن هل الجميع تمكن من تهيئة نفسه على العمل عن بعد أو من المنزل وهل هناك شروط لهذه النوعية من الأعمال.

معلمة اللغة الإنجليزية في إحدى المدارس الحكومية أسماء مصطفى، أم لطفلتين، وجدت في جلوسها في المنزل بعد تعليق الدوام في المدارس في قطاع غزة فرصة للحصول على تدريبات مجانية طرحتها عدد من المواقع والمؤسسات العربية والأجنبية.

وفي دردشة مع صحيفة "فلسطين"، تقول مصطفى: "البقاء في المنزل أتاح لي فرصة الحصول على عدد من الدورات التي طورت بها على المستوى المهني والشخصي".

وتضيف مصطفى: "إن كثيرًا من المواقع التعليمية تطوعت في توفير برامج تدريبية ممتازة يمكن أن يختار منها الشخص ما يناسب هوايته وقدراته وما يرغب في تطوريها، لذلك التحقت بدورة في فن الخطابة ودورة في الفوتوشوب، وأخرى في حقيبة المذيع المميز".

وتشير إلى حصولها على دورة في المونتاج ودورة في اكتساب الثقة بالنفس، إضافة إلى الحصول على دورات من موقع "مايكروسوفت أون لاين كورسز"، حيث استفادت منها على الصعيد العملي كمدرسة.

وتؤكد مصطفى أن بقاءها في المنزل مع طفلتيها لم يكن عائقًا أمام استثمار وقتها فيما يفيدها على الصعيد الشخصي والعلمي، بل كانت فرصة ذهبية لا يمكن أن تضيعها.

أما الطالبة ميسون ناصر فرغم توقفها عن الذهاب إلى الكلية التي تدرس بها تخصص التصوير والمونتاج التلفزيوني إلا أنها لم تتوقف عن حضور محاضراتها إلكترونيًّا، معبرةً عن فرحها من استثمار وقتها في الدراسة وعدم اضطرارها لتأجيل دراستها للعام القادم.

تقول في حديث مع صحيفة "فلسطين: "بقي لدي فصل واحد لأنتهي من دراسة التصوير والمونتاج، وكان حل حضور المحاضرات من المنزل بعد توقف العمل في الكلية مثاليا لي ولجميع الطلبة"، لافتةً إلى أن المحاضر كان يتابع معهم المحاضرات وكل ما يحتاج إلى تطبيق عبر الإنترنت".

وتتابع: "هناك أريحية في التعامل مع المحاضرين ولكن تكون هناك مشكلات بسبب انقطاع التيار الكهربائي في كثير من الأوقات، أو ضعف شبكة الإنترنت في ساعات النهار مما يضطرنا إلى أخذ المحاضرات في منتصف الليل".

تهيئة الأجواء

في السياق يقول الاختصاصي في العمل عن بعد م. محمد حسونة: إن الموظف تعوَّد العمل في المكاتب لسنوات عديدة وخروجه بشكل يومي إلى عمله باستثناء الإجازات.

ويضيف حسونة، المحاضر في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، لصحيفة "فلسطين": "انتشار فيروس كورونا المستجد عالميًّا وما أحدثه بعد ذلك من ضرورة البقاء في المنزل واضطرار الموظفين للعمل عن بعد دفعهم إلى البدء في تهيئة أنفسهم للتعود على البيئة الجديدة التي فرضتها عليهم الظروف".

ووفق حسونة فإن العمل عن بعد أو من المنزل له معوقات إيجابيات في الوقت ذاته، ومن المعوقات عدم وجود بيئة مناسبة لإتمام العمل بهدوء وراحة بسبب وجود الأطفال والأهل والعائلة بجانب الموظف في أوقات عمله.

ويبين أن الحل الأمثل لحل هذه المسألة هي حبس الشخص نفسه في غرفة بعيدة عن أي ملهيات عائلية، خاصة الأطفال، بحيث يتوفر جو الهدوء لإتمام العمل بعيدًا عن أي ملهيات، لافتًا إلى أن المعوق الثاني هو أنه عمل مفتوح على مدار 24 ساعة وليس لساعات محدودة.

وينبه حسونة إلى أن العمل في المنزل يوجد فيه ضغط أكثر من العمل العادي، مشيرًا إلى أن هذه الضغوط تكون مضاعفة على الموظفة بحيث لا تستطيع الابتعاد عن أطفالها الذين يجدون في بقائها في المنزل فرصة للبقاء معها أكثر من أي وقت مضى دون الاهتمام بعملها.

ويذكر أن من إيجابيات العمل في المنزل هو استكشاف الموظف طرقًا إلكترونية جديدة يمكن من خلالها تسهيل التواصل مع الآخرين، إضافة إلى تعلم إنجاز المهام بسرعة لتخوفه من وجود ملهيات يمكن أن تُعوقه عن إنجاز أعماله.