فلسطين أون لاين

جائحة "كورونا" لم تُثني السلطة عن الاعتقالات السياسية

...
غزة- فاطمة الزهراء العويني

رغم صعوبة الأوضاع الصحية في الضفة الغربية، في ظل انتشار فيروس «كورونا»، فإن أجهزة السلطة الأمنية في الضفة الغربية لم تفرج عن المعتقلين السياسيين لديها، بل ما زالت تواصل الاعتقالات السياسية، ما يجعلهم عرضة لخطر الإصابة بالفيروس.

واعتقلت أجهزة أمن السلطة، الليلة قبل الماضية، المحرر حسن أبو عبيد، بعد اقتحام منزله في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم، في حين تواصل اعتقال عشرات المواطنين سياسياً رغم انتشار «كورونا».

نظام قمعي

وأكد النائب في المجلس التشريعي عن محافظة طولكرم، فتحي القرعاوي، أن الاعتقالات السياسية ما تزال مستمرة في الضفة الغربية، وإن كانت أقل كثافة.

وقال القرعاوي لصحيفة «فلسطين»: إن «الاعتقالات لم تتوقف رغم الظروف الصعبة التي تعيشها الضفة الغربية، وكون الناس محاصرين في بيوتهم بسبب «كورونا» فإن السلطة للأسف تواصل اقتحام البيوت».

وعد اقتحام الأجهزة الأمنية بيوت الآمنين في منتصف الليل خطيرا، قائلاً:» لا توجد دولة قمعية في العالم تعتقل خصومها السياسيين بهذه الطريقة وفي ظل هذه الظروف الصعبة».

وبيّن أنه كان الأولى برئيس السلطة محمود عباس - الذي أصدر أوامر بالإفراج عن المعتقلين الجنائيين- أن يفرج عن المعتقلين السياسيين، حيث إنه من الطبيعي أن يعبر الناس في هذه الظروف الصعبة والضغط النفسي الذي يعيشونه عن آرائهم، ومن المرفوض فلسطينياً أن يتم اعتقالهم.

وأضاف:» زنازين السلطة في الوضع العادي لا تصلح لسكن غير البشر، حيث ظروف الاعتقال فيها تشابه ظروف الاعتقال لدى الاحتلال الإسرائيلي من حيث الإهمال الطبي وعدم مراعاة الظروف الصحية للمعتقلين فلا يقدم لهم سوى الأكامول».

وتابع القرعاوي: «في الوقت الذي نضع فيه أيدينا على قلوبنا خشية على أبنائنا في السجون الإسرائيلية في هذه الأوضاع، ونطالب العالم بضمان توفير الظروف اللازمة للحفاظ على حياتهم ندعو العقلاء الفلسطينيين لوقف مأساة الاعتقال السياسي».

الإفراج عن الشرفاء

من جانبه قال الناشط السياسي، ياسين عز الدين، إن السلطة أعلنت أنها ستفرج عن السجناء لكن ذلك لا يشمل السياسيين، لأن غالبيتهم الساحقة ليسوا محكومين بل هم موقوفون بشكل مخالف لقوانين السلطة نفسها».

وأضاف عز الدين لصحيفة «فلسطين» أن السلطة وإنْ أفرجت عن عدد من حالات الاعتقالات «المستعصية» مثل مؤمن نزال وباسل أبو عليا (كانا موقوفين منذ فترة طويلة) فإنها ما زالت تعتقل آخرين مثل عبد الفتاح شريم (معتقل منذ 2009 ومحكوم بـ12 عاماً)، وعلاء ذياب.

وأشار إلى أنه رغم انتشار «كورونا» بالضفة فإن السلطة ملتزمة بالتنسيق الأمني مع الاحتلال بما فيه الاعتقال السياسي ولم يتأثر البتة بالظروف الحالية.

وقال: «المفارقة أن المجرمين سيفرجون عنهم بسبب كورونا أما الشرفاء لا»، مضيفاً: «الناس حالياً يطالبون بالإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال بسبب «كورونا»، في حين يخشون الحديث بخصوص الاعتقال السياسي خوفًا من انتقام السلطة، وخاصة المؤسسات الإعلامية والحقوقية، فلا نجد أي مطالب بوقفه سوى في وسائل التواصل الاجتماعي».