فلسطين أون لاين

أطباء فلسطينيون بأوروبا.. لبوا نداء الواجب ووقعوا ضحية "كورونا"

...
غزة- فاطمة الزهراء العويني

لم يتوانَ الأطباء الفلسطينيون المقيمون بأوروبا عن القيام بواجبهم المهني في ظل تفشي وباء "كورونا"، ما جعلهم عرضة للإصابة بالمرض، وأدى إلى وفاة أحدهم، في حين يعاني آخرون أوضاعاً صحية صعبة.

آمن برسالته الطبية

الطبيب الفلسطيني هشام حمد (70 عاماً) نموذج لأولئك الأطباء، حيث توفي جراء الإصابة بالفيروس في إسبانيا، بعد قضائه نحو (50 عاماً) في الغربة، وهو مختص بالأمراض الجلدية والتناسلية، وقد عمل في مشفى حكومي هناك، ويمتلك عيادة خاصة.

ويقول حسام حمد شقيق الطبيب هشام: "كان شقيقي داعماً دائماً لغزة في المجال الطبي، حيث جمع تبرعات لمستلزمات طبية وأرسلها لها في 2014، فكان صاحب رسالة طبية ويعمل على خدمة المرضى في أحلك الظروف".

وأوضح أن شقيقه أصيب بالوباء خلال أدائه واجبه الإنساني كطبيب، بسبب احتكاكه بالمرضى، وكانت حالته الصحية مستقرة، ولكن في اليوم التاسع من الإصابة تدهورت أوضاعه الصحية ودخل غرفة العناية المركزة، حتى توفاه الله.

خط الدفاع الأول

وبين رئيس لجنة مكافحة "كورونا" في تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا منذر رجب، أن الأطباء الفلسطينيين شانهم شأن زملائهم الأوروبيين، فهم خط الدفاع الأول ضد الوباء العالمي.

وقال رجب لـ"فلسطين": "هم في حالة دوام كامل حتى في البلدان الأوروبية، فالكوادر الصحية الفلسطينية تمارس عملها وتدفع الثمن مثلها مثل الأوروبية".

وأضاف: "هناك العديد من الأطباء الفلسطينيين في غالبية الدول الأوروبية أصيبوا بالمرض وبعضهم حالتهم حرجة، شأنهم في ذلك شأن أبناء الجاليات الفلسطينية الذين يتعرضون للإصابة بالمرض".

وبين رجب أن الأطباء الفلسطينيين يتعرضون للإصابة بالمرض في أثناء عملهم داخل المستشفيات، لافتاً إلى أن هناك جهدا شعبيا من الجاليات الفلسطينية التي تداعت للحوار لكيفية مساعدة ومساندة الأطباء وخاصة المصابين منهم.

وتابع رجب: "هناك مبادرات من مؤسسات مجتمعية لدعم ومؤازرة هؤلاء الأطباء الذين إلى جانب عملهم الوظيفي أنشؤوا خط هاتف ساخنا للإجابة عن استفسارات أبناء الجاليات الفلسطينية بخصوص المرض ويقومون بالتوعية من خلال وسائل الإعلام المختلفة بجانب قيام الجاليات بتعقيم الأماكن في البلدان التي تقيم بها".

وبين أن الأجواء في أوروبا أعادته بالذاكرة إلى أجواء منع التجول في الانتفاضة الأولى (حيث كان يسكن في غزة قبل ثلاثين عاماً) مع فارق كون الأوروبيين يعيشون حالة اكتئاب وصمت.

وقال رجب: "هدير الحياة الأوروبية المتسارع أصبح مفقودا، إذ نخرج للعمل صباحا والشوارع شبه فارغة والكل يلتزم البيوت بمن فيهم الأطفال والمدارس والجامعات مغلقة وكأن الأيام كلها أصبحت عطلة أسبوعية".

وقدر عدد الكوادر الطبية الفلسطينية المصابة بـ"كورونا" بالعشرات في ظل إصابة الآلاف من الكوادر الطبية الأوروبية بالمرض.

ودعا الناس في غزة والضفة للالتزام ببيوتهم وعدم الاختلاط بكبار السن لأنهم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، مع الالتزام بالنظافة الشخصية والعامة من باب الوقاية.