فلسطين أون لاين

كورونا والقضية الفلسطينية

"إن لم تكن صيادًا ماهرًا وتعرف من أين تؤكل الكتف" فلن تأكل، وستموت جوعًا وعطشًا وإهمالًا، ولن تنجح، لأن النجاح يعني اقتناص الفرص التي تخلقها لك الظروف.

"فيروس كورونا" صار حديث الساعة بلا منازع، و"أشهر من نار على علم"، اخترق الحدود والسدود، احتل شاشات الأخبار، وصار ضيفنا رغمًا عنا، فكان عند بعضنا محنة، وعند آخرين منحة، لذا وجب علينا لزامًا أن نبحث عن كيفية استثماره؟ فما أوجه استثمار  "أزمة كورونا" فلسطينيًّا؟

تتعدد أوجه استثمار "أزمة كورونا" فلسطينيًا سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي:

على الصعيد الداخلي:

  1. المصالحة: أزمة كورونا تفرض إنهاء ما تبقى من مظاهر الانقسام للتفرغ لبناء البنية التحتية لتحسين ظروف الشعب خاصة في المجالات الحيوية التعليم والصحة، ويتمثل ذلك في تقوية البحث العلمي وتحسين جودة التعليم وبناء مستشفيات تخصصية وتأهيل كادر قوي وتوفير المقومات الصحية اللازمة، كما أنه فرصة للتسريع في البدء وإنجاز مستشفى رفح الطبي.
  2. الرواتب: إعادة النظر في قوانين التقاعد والرواتب على اعتبار أنها قضية حيوية تمس حياة الناس بشكل مباشر، حتى المواطن غير الموظف، فهو يتأثر بما يتعرض له الموظف سلبًا وإيجابًا.
  3. توزيع المساعدات الخارجية بالعدل بين المناطق الفلسطينية فلا يعقل أن تأخذ منطقة أكثر من حاجتها، في حين أن منطقة تحتاج كثيرا، فلا تأخذ إلا القليل.

أما خارجيًا: فالقضايا التي يمكن تفعيلها هي:

  1. الأسرى في السجون الصهيونية: من المناطق التي وصلها "فيروس كورونا" هي السجون الصهيونية التي تحكم قبضتها على الأسرى مما يعرض حياتهم للخطر، وهذه فرصة كبيرة جدًا لتفعيل قضيتهم والعمل على إطلاق سراحهم من خلال التلويح بأن دولًا عظمى تعاني وبقوة منه رغم ضخامة الإمكانات المادية واللوجستية، والتأكيد أن دولة الاحتلال نفسها تعاني من كورونا، وهذا يجعل إمكانية إصابة الأسرى أو وفاتهم أمرًا واردًا خاصة أن السجانين يتغيرون باستمرار حيث يعودون لبيوتهم ويخالطون الناس، وربما تنتقل لهم العدوى من الناس وينقلونها بدورهم للأسرى، وحدث أن أفرج الاحتلال عن أسير فلسطيني وبعد الفحص تبين أنه مصاب.
  2. حصار غزة:

المعروف أن قطاع غزة يقبع تحت الحصار الصهيوني منذ 13 عامًا تقريبًا، وهذا أثر سلبًا على كل مناحي الحياة، ومنها القطاع الصحي الذي يشتكي قلة ذات اليد حتى في الدول الكبرى نظرًا لارتفاع عدد المصابين فيها، فهذه فرصة لإظهار مظلومية القطاع أمام العالم وخاصة المنظمات الصحية في محاولة لتزويد غزة بما يلزمها لتوفير المعدات الطبية،

  1. المخيمات الفلسطينية في الداخل والخارج:

المخيمات الفلسطينية في داخل فلسطين وخارجها تتشابه لحد كبير حيث التكدس السكاني وخلوها من الكثير من مقومات الحياة، وهذه فرصة لتسليط الضوء عليها حيث أن انتشار فيروس كورونا فيها يعني مجزرة بحق اللاجئين.

  1. وكالة الغوث الدولية:

تأكيد ضرورة أن تهتم وكالة الغوث باللاجئين من حيث إعادة خدماتها كما كانت، بل وزيادتها، وإعادة ترتيب المخيمات بما يضمن حياة كريمة للاجئين، وتحسين جودة الخدمات الصحية، وتوظيف العديد من الخريجين.

قبل أن أودعكم: علينا أن نتعلم كيف نقرأ الوجه الإيجابي لأي محنة، فاليهود ما زالوا يحصدون ثمار ما ادعوا بأنهم تعرضوا له "الهولوكوست" تلك الكذبة التي صدقها الكثير من أغبياء العالم.