أكد نائب المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان جهاد طه، أن حركته قدّمت سلسلة من المبادرات والاجراءات لدعم صمود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، لمواجهة تفشي فيروس "كورونا".
وأوضح طه خلال حديث خاص مع صحيفة "فلسطين"، أن هذه الإجراءات جاءت بعد إجراءات السلطات اللبنانية وحظر التجول لمنع تفشي "كورونا"، ما ألحق بالمواطنين واللاجئين أضراراً اقتصادية، مشيراً إلى وجود وعود عربية بتقديم مزيد من الدعم للاجئين في لبنان وخارجه.
وقال:" في ظل المشهد الاقتصادي والاجتماعي والانساني المتفاقم وإطلاق اللاجئين العديد من النداءات الإغاثية، سارعت قيادة حركة حماس، للتواصل مع مسؤوليها في لبنان لمعرفة تفاصيل تلك الانعكاسات".
وبيّن أن الحركة أرسلت نصف مليون دولار للاجئين في ظل تخلي "أونروا" عن دورها تجاههم، وذلك من خلال مشاريع ذات أولوية لإغاثة اللاجئين الذين يزيد عددهم عن 400 ألف، ويعيشون في 12 مخيماً.
وأفاد طه أن حركته أطلقت العديد من المبادرات الاجتماعية، التي نفذها أبناؤها في المخيمات على قاعدة التكافل الاجتماعي وتكريسها، لافتاً إلى أنها لاقت قبولاً من متبرعين لبنانيين وفلسطينيين سواء من داخل لبنان أو خارجها في سبيل بلسمة معاناة العائلات الفلسطينية.
ولفت إلى أنّ باكورة المشاريع التي قدمتها الحركة كانت في أكبر مخيم وهو "عين الحلوة" الذي يقطنه 90 ألف لاجئ، بتقديم مساعدة عاجلة للتجار وأصحاب عربات الخضار المتضررين من الأزمة الاقتصادية بعد توقف الأعمال الخاصة نتيجة حظر التجول.
وأضاف أن هذه المشاريع تنبع واجب الحركة الشرعي لتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني كي يبقى متمسكاً بحق عودته ومشروع التحرير والمقاومة.
وأكد أن حركته ما زالت تبذل جهودها من أجل سد حاجيات أبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات خاصة في ظل انتشار "كورونا" وإجراءات الوقاية التي تُفاقم من الحالة الاقتصادية، منبّهاً إلى حاجة اللاجئين لمزيد من المشاريع في الأيام القادمة لتوفير حياة كريمة لهم.
وبيّن أن الدعم والمشاريع المُقدمة للاجئين سواء من حركة حماس والفصائل ومؤسسات المجتمع المدني والمحلي، نجحت بعدم تسجيل أي إصابات بين صفوف اللاجئين في المخيمات.
وعود عربية
في الأثناء، كشف نائب المسؤول السياسي لحماس، عن وعود من بعض الدول العربية والإسلامية مثل تركيا وقطر، لتقديم الدعم المالي للاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان.
وقال طه: "منذ اللحظة الأولى سارعت قيادة الحركة برئاسة إسماعيل هنية، باتجاه بعض الدول العربية والإسلامية كقطر وتركيا من أجل دعم الشعب الفلسطيني أمام انعكاسات ظاهرة انتشار "كورونا".
ورحّب بأي مبادرة من أي دولة عربية تبلسم معاناة الشعب الفلسطيني سواء داخل مخيمات الشتات أو قطاع غزة أو الضفة، معتبراً أن أي دعم عربي يعزز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة جرائم الاحتلال ومشاريع التهجير والتوطين.
وبيّن طه أن هذه الدول لها آلياتها في دعم الشعب الفلسطيني، فقد تقدم الدعم من خلال مؤسسات خيرية لديها، مشيراً إلى أن استمرار الجهود المبذولة لتقديم العون لأبناء شعبنا سواء في الداخل أو الخارج.
وأعرب عن أمله، أن تُترجم الوعود على أرض الواقع، مقدماً شكره لكل من يساهم في دعم صمود الشعب الفلسطيني خاصة في مواجهة "كورونا".
تهرّب أونروا
في السياق، انتقد طه، تهرّب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" عن مسؤولياتها في إغاثة الشعب الفلسطيني، في ظل الحاجة المُلحة لها، تزامناً مع انتشار فيروس "كورونا".
وأكد أن "أونروا" لم تقدم أي شيء على المستوى الإغاثي للاجئين في الوقت الحالي، متابعاً "الهروب من هذه المسؤولية أمر غير مقبول".
وطالب طه، الوكالة بتحمل مسؤولياتها وإطلاق نداءات الاستغاثة، للوقوف بجانب اللاجئين في المناطق الخمسة، لأن هذا الفيروس لا يُميز بين لاجئ ومواطن آخر من أي دولة عربية.
وأشار إلى أن الفصائل اجتمعت مع مدير عمليات أونروا في لبنان كلاوديو كوردوني، وطالبته بضرورة أن يكون للوكالة خطوات عاجلة لإغاثة اللاجئين في المخيمات لأنها وجدت لهذا الهدف.