فلسطين أون لاين

حياة المقدسيين خارج حسبة الاحتلال في تجنيبهم وباء كورونا

...
غزة- جمال غيث

لا تتواني سلطات الاحتلال الإسرائيلي لحظة في التنغيص على المقدسيين وإفساد معيشتهم، خصوصًا في ظل الظروف العصيبة التي يعيشونها جراء انتشار فيروس كورونا، وإهمال احتياجاتهم الصحية في مواجهة الوباء العالمي.

فمنذ احتلال وضم كامل مدينة القدس عام 1967م عمدت سلطات الاحتلال إلى سلب حقوق المقدسيين وأهملت حقوقهم ومنها الصحية، في مخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تدعو المحتل إلى توفير احتياجات سكان الأراضي المحتلة، خاصة في أوقات الأزمات.

وأظهرت إحصائية نشرتها بلدية الاحتلال، أن 16 مقدسيًا مصابون بفيروس "كورونا" من القاطنين داخل الأراضي المصادرة بفعل جدار الفصل العنصري.

وبينت الإحصائية، أن توزيع الحالات كالتالي: حالة واحدة في كل من صور باهر وكفر عقب والطور وشرفات، وحالتان في كل من العيسوية وبيت حنينا، و4 حالات في كل من بيت صفافا والبلدة القديمة، فيما وصل عدد المصابين في ضواحي القدس إلى 38 مواطنًا يتركزون في بدو، وقطنة، والقبيبة، وحزما.

تمييز عنصري

وأكد مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية زياد الحموري، أن سلطات الاحتلال تمارس سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق المقدسيين لمواجهة تفشي "كورونا".

وقال الحموري لصحيفة "فلسطين": سلطات الاحتلال لا تقوم بمسؤولياتها الملقاة على عاتقها في مدينة القدس، وتمارس التمييز العنصري بحق سكانها الأصليين.

وأضاف: "يقدم الاحتلال الرعاية الصحية للمستوطنين في حين يغفل المقدسيين ويتركهم عرضة للمرض، ويفشل جميع مخططاتهم لمواجهة الفيروس، ويحرمهم من إجراء الفحوصات الطبية التي تمكنهم من معرفة أنهم مصابون أم لا".

واتهم سلطات الاحتلال بفرض الحصار على المقدسيين وإجبارهم على الالتزام بمنازلهم دون توفير احتياجاتهم الضرورية من مأكل ومشرب.

وأشار إلى حرمان الاحتلال الفلسطينيين من الوصول إلى أماكن أعمالهم في الأراضي المحتلة في محاولة منه لمنع انتقال الفيروس من فلسطينيين مصابين إلى المستوطنين، داعيًا في السياق إلى دعم صمود المقدسيين وتوفير احتياجاتهم الضرورية للوقاية من "كورونا" وتزويدهم باحتياجاتهم الضرورية من مأكل ومشرب.

سجناء في أرضهم

من جانبه، أكد وزير شؤون القدس السابق، خالد أبو عرفة، أن سلطات الاحتلال تعامل المقدسيين معاملة السجناء وترفض تلبية احتياجاتهم في ظل تفشي وباء "كورونا".

وقال عرفة المبعد عن مدينة القدس لصحيفة "فلسطين": "تحاول سلطات الاحتلال تقديم جزء بسيط فقط من احتياجات المقدسيين لمواجهة كورونا، خشية من انتشار الفيروس ونقله إلى المستوطنين".

وأضاف: إن سلطات الاحتلال منذ احتلالها للقدس، تبنت سياسة التمييز العنصري بحق سكانها من خلال فرض العقوبات عليهم والحد من تنقلهم في حين أطلقت العنان للمستوطنين لممارسة جرائمهم.

وأكد أن دولة الاحتلال لا تلتزم بالقرارات الدولية لتوفير الرعاية الكاملة والملائمة للمواطنين على اعتبار أنها القوة القائمة بالاحتلال، مشيرًا إلى أنها لا تقوم بمسؤولياتها بسبب طبيعتها العنصرية وتمارس سياسة التفريق بين المستوطنين والفلسطينيين في المعاملة.

وفي ذات السياق، أكد أن تلك السلطات تمارس عمليات القمع والملاحقة والاعتقال العنصري بحق المشاركين في المبادرات الشبابية المقدسية للوقاية من انتشار "كورونا" بالقدس، وتقتحم مقراتهم وتعمل على مصادرتها بحجة "خرق السيادة الإسرائيلية".