لم تقف أزمة انتشار جائحة "كورونا" عقبة أمام الطلبة الراغبين بحفظ القرآن الكريم في قطاع غزة، إذ استطاع القائمون على مشاريع التحفيظ تجاوز إغلاق المساجد وعدم تمكنهم من الالتقاء بالحفظة وجاهيًّا، بجمعهم إلكترونيًّا وبأساليب تضمن المداومة على حفظ الورد المقرر بطريقة سلسة، كما يوضح القائمون عليها.
ويقول نائب مدير عام دار القرآن الكريم والسنة في قطاع غزة بلال عماد: تجربة الحفظ عن بعد تمتد لجذور "المقرأة الإلكترونية" التي بدأتها الدار في 2015 لتكون مركزاً لتعليم القرآن وعلومه للعالم الخارجي والمسلمين في أنحاء العالم أجمع وعلى مدار الساعة.
وتابع: "يقوم على المقرأة خمسون محفظاً ويستفيد منها 75 دولة على مستوى العالم وكنا نركز على العمل للخارج لعدم وجود مراكز تحفيظ هناك لكن الآن وبسبب الاضطرار لإغلاق المساجد في غزة بسبب "كورونا" لجأنا لتوجيه المقرأة للداخل".
وأضاف عماد: "استبدلنا دروس الحفظ والعلم في المراكز والمساجد بلقاءات إلكترونية شبيهة لتعليم التلاوة والتجويد والسنة وغيرها من علوم القرآن".
ولفت إلى أن التوسع بمحاولة ربط كل المحفظين والمحفظات في قطاع غزة بالمقرأة وتعميم الفكرة على كامل القطاع، حيث يتم التواصل بين الطلاب والمحفظين من خلال وسائل التواصل المختلفة كـ"الزوم" و"الواتس اب" و"الفيسبوك" وغيرها.
وبين وجود توجه لاعتماد "برنامج الزوم" للتحفيظ عن بعد بشكل أساسي، حيث يتم التواصل مع جميع المراكز التابعة للدار لتدريب المحفظين عليه بشكل سريع من خلال المقرأة ونقل الخبرة الالكترونية لهم.
وقال: "ننقل حالياً الخبرة التي استقيناها من تجربتنا السابقة لجميع المحفظين على مستوى القطاع، حيث تعمل الآن مئات حلقات التحفيظ إلكترونيَّا في جميع أنحاء القطاع".
غرفة إلكترونية
و بين مسئول برنامج "الشفيع" في دار القران الكريم والسنة محمد شعشاعة أن التحفيظ عن بعد التابع للبرنامج يتابع حاليَّا مئة حلقة تحفيظ، مشيرًا إلى أنهم لجؤوا للعمل عن بعد أن أدركوا أن الأزمة القائمة نتيجة "كورونا" قد تطول ولا أمل لانتهائها قريبًا.
وقال: "بدأ التحفيظ عن بعد بمبادرة من بعض المحفظين الذين شعروا بالحرقة بسبب ضياع الوقت سدى إثر إغلاق المسجد وتبنت الإدارة تلك المبادرة وأصبحت تحث المحفظين الآخرين على العمل بتلك الطريقة".
ويعترض هذه الطريقة عدم توافر الانترنت بشكل دائم عند بعض الطلبة والمحفّظين لكن الأمور تسير بشكل عام بصورة جيدة، يقول شعشاعة، مضيفا "يلتزم معنا حالياً قرابة ألف طالب وطالبة ونجتهد لينضم لنا المزيد في ظل رغبة الكثير من أهالي الطلبة بأن يستغل أبناؤهم وقت فراغهم بشكل إيجابي".