تقول أخبار كورونا العالمية إنّنا أمام أسبوعين حاسمين في فتنة كورونا. لست أدري على ماذا بنى القائلون بهذا الرأي موقفهم؟ وما حجتهم؟!، ولكني أفترض أننا أمام حقيقة مظنونة أو راجحة، فيجدر بنا في غزة والضفة الأخذ بهذه المقولة، ومكافحة الاستهتار واللامبالاة حتى نعبر هذين الأسبوعين إن شاء الله بسلام.
ما فائدة أن يحجر الأب والأم من كبار السن أنفسهم في البيت، وأن يمتنعوا عن زيارات الأقارب، بينما بعض أبنائهما الشباب يخرج للشارع، ويخالط التجمعات والأصدقاء، ويبقى خارج البيت لساعة متأخرة؟! أعتقد أن هذا التصرف المستهتر يضر به أولًا، ويعرض والديه وأهل بيته للخطر.
إنك إذا نظرت إلى بعض مناطق القطاع، بدون تحديد، تكاد تجد الناس في غالبيتهم في الشوارع والأسواق ، وكأنّا في حالة طبيعية، ولا تكاد تجد وقاية تذكر، بينما تجد محالًا تجارية ومخابز آخذة بالوقاية اللازمة. نحن إذا أمام طرف محتاط وآخر مستهتر، وفي النهاية لا ينفع المحتاط احتياطاته، لأنّ المستهتر سينقل له العدوى بشكل أو بآخر.
المساجد في غزة حرسها الله ونجاها من الوباء، ترفع في كل عشاء أيدي الضراعة لله سبحانه أن يرفع البلاء، والمستهترون يسمعون الدعاء، وبعضهم يؤمن عليه، وهذا يعني أن الدين يدعونا إلى أخذ الأمور بجد، والعمل بالأسباب، فلماذا لا ينتفع المستهترون بهذا الدعاء ويأخذون بالأسباب؟
هذا ومن ناحية أخرى، كلنا يعلم أنّنا في غزة لا نملك مؤسسات صحية قادرة على مواجهة حاجة مليوني نسمة، وتغرق مستشفياتنا في شبر من الفايروس لا سمح الله، ونعلم أن دولًا متقدمة في باب الصحة قد فشلت في مواجهة كورونا، وانهار نظامها، كما في إيطاليا، بينما تعاني أميركا من جائحة الفايروس، حتى باتت الدولة الأولى في العالم في الإصابات. هذا وقد استمعت إلى رسالة لفلسطيني مقيم في أميركا مصاب بالفايروس، يقول: أنا وعائلتي خمسة أفراد مصابين، وذهبنا للعلاج في أميركا، فقالوا لنا لا علاج عندنا، احجروا أنفسكم في البيت، ولم يعطونا أي دواء؟!
بناء على ما سبق، وبناء على أن دولًا فرضت حظر تجول على سكانها، فإني أقترح على المسئولين في غزة، بفرض حظر تجول ليلي من العشاء إلى الفجر، لمواجهة المستهترين، وتقليل فرص نقلهم العدوى إلى ذويهم لا سمح الله. منع تجول ليلي سيريح الأسر والآباء، وسيساعد غزة على عبور الأزمة دون خسائر بأمر الله. وقد أحسنت السلطة سابقًا حين منعت التجول في بيت لحم، كبؤرة تواجد فيها الفايروس. منع التجول متعب ومكلف، ولكنه أقل كلفة وتعبًا من انتشار المرض لا سمح الله. اللهم ارفع عنا وعن المسلمين البلاء والوباء إنا مؤمنون. والحمد لله رب العالمين.