ما من شك أن كل مسلم ومسلمة يتألمون لإغلاق المساجد أمام صلاة الجمعة والجماعة بسبب كورونا سواء في غزة أو غيرها. مرّ أسبوع على هذا القرار. وفي الأسبوع تزايد عندنا الألم والأسف، وأعلنا توبتنا لله، ورجوعنا إليه، ودعوناه أن يعيدنا إلى مساجده، وأن يعيد إلينا صلاة الجمعة والجماعة. إنه قريب مجيب الدعاء.
كان إغلاق المساجد في غزة وغيرها تبعا لفتوى شرعية صحيحة، من زاوية الأخذ بالأحوط لحماية النفس، والصحة، التي بهما تكون الصلاة، وقد أخذ بذلك جماعة كبيرة من علماء المسلمين، في غزة وغيرها. غير أني اطلعت على رأي لابن دادو، وعمر عبد الكافي، وهما من أهل العلم الشرعي، وقد رأيا مع آخرين أن تفتح المساجد للجمعة والجماعة، وأن تؤخذ احتياطات السلامة على الوجه الأكمل، وأن يذهب إلى المسجد من يريد، ومن به صحة، وأن يصلي في بيته الضعيف، والقوي المحتاط، أخذا بالرخصة، وبهذا نحافظ على بقاء المساجد عامرة، فيها رجال يحبون أن يتطهروا.
وقد شاهدت ،وشاهد غيرى ، مشاهد جيدة من تركيا وإندونيسيا للحفاظ على المساجد مفتوحة أمام الجماعة والجمعة، بوضع جهاز تعقيم إلكتروني على باب المسجد، يتعقم من خلال المرور بداخله كل مصل قبل دخوله للمسجد. ويقال إن هذا جهاز بسيط قليل التكلفة.
في ضوء تعدد رأي العلماء في الإغلاق، وفي ضوء وجود التعقيم المناسب، يمكن أن أقول: هلا راجع علماء غزة، والأوقاف قرارهم، وتركوا المساجد مفتوحة، بشرط إجراء التعقيم المناسب، إما من خلال استيراد هذه الأجهزة، أو من خلال التعقيم اليدوي، الذي يقوم على تكليف متطوعين بتقديم الهايجين المطهر لكل مصل قبل الدخول، ويتكفل كل أهل مسجد بتكاليف ذلك، وبشرط إحضار المصلي لمصلاه، مع لبس كمامته داخل المسجد إلى أن يخرج، ومع التوقف عن التسليم باليد، ومع تطهير المسجد بالكلور، وإغلاق المتوضأ، ولا بأس أن يصلي الإمام بالقصار القصار من السور، وأن يكتفي خطيب الجمعة بعشر دقائق في الخطبة الأولى، وبخمس في الثانية. وهكذا نواصل إقامة شعيرة الجمعة والجماعة، ونحفظ مساجدنا من الإغلاق، ولا نجعل الصلاة عادة للناس في البيت.
وفي الحجاج قال بعضهم : كيف يذهب المسلمون إلى الأسواق، وإلى الوزارات، وإلى أماكن العمل، ويركبون المواصلات الخاصة والعامة، ويسير بعض منهم في الشوارع، ولا تحجر عليهم هذه الأماكن، ونحجر عليهم المسجد؟! هذه المعطيات تبرر أن أطلب من الأوقاف مراجعة القرار، حتى ولو تدرجنا به بحيث نبدأ بصلاتي العشاء والفجر، مع الاحتياطات العلمية، هذا وبالله التوفيق، وهو وراء القصد. والحمد لله رب العالمين.