فلسطين أون لاين

مستوطنون ينشرون "كورونا"

ما قاله الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم بتعمد جنود الاحتلال والمستوطنين نشر فيروس كورونا، من خلال البصق على المركبات أو لمس الصرافات الآلية، أو الاحتكاك مع الفلسطينيين ليس بجديد، فهم ينشرون كل ما هو ضار بالمجتمع الفلسطيني، وهم أصل كل بلاء يصيب الفلسطينيين.

في تحديث جديد للمستوطنات القابعة فوق أراضي سلفيت وقراها، التي يوجد بها حالات مصابة بفيروس كورونا، تبين أن مستوطنة "ارائيل" توجد فيها حالة واحدة، ومستوطنة "رفافا" و"بركان" "ايتمار" توجد بها حالة، في حين مستوطنة "ليشم" توجد فيها خمس حالات مصابة بفيروس "كورونا".

بعض الفلسطينيين كانوا يتصورون أن الاحتلال إنساني ولا يفرق بين فلسطيني ومستوطن، أو غيره في النواحي العلاجية والإنسانية، لكن اتضح لمن كانت الغشاوة على عيونهم أن الاحتلال على عكس ذلك، حيث ألقى بعمال على قارعة الطريق بحجة الاشتباه بإصابتهم بفيروس "كورونا"، فالفلسطيني لا قيمة له عن الاحتلال.

تعامل الضفة وغزة اختلف بالنسبة لكيفية مواجهة تحدي كورونا، فالضفة مخترقة بالمستوطنين وبكثافة العمال والتهريب للعمل من وإلى الأراضي المحتلة عام 48، فكان التحدي كبيرا، لكن غزة محاصرة، فكان التحدي حساسا جدا ولا مجال للخطأ فيه، فكان الحجر الإجباري على كل وافد مهما كان، في حين الحجر على الوافدين إلى الضفة الغربية أقر أن فيه ثغرة من الناطق باسم الحكومة.

بقيت ثغرة العمال من الصعب التحكم فيها، فهم يعملون داخل كيان الاحتلال، وبعضهم يعمل بالمستوطنات، وهناك جزء يتم تهريبه من الجبال، والالتزام بالحجر المنزلي لمن يعود يعتمد على الوعي وتقوى الله، وهذا يختلف من عامل لآخر.

من أصيب بالضفة الغربية كانوا من الوافدين أو من العمال، وإمكانات السلطة لا تقارن بدولة مستقلة مثل إيطاليا، إذن لم يبق إلا سلاح الوعي والالتزام بالتعليمات، وخاصة العزل والحجر المنزلي والتزام البيوت وعدم البيع أو الشراء مع المستوطنين.

ما زالت المعركة في أولها، ومن المبكر الحكم على نتيجتها، وهناك نقص بالمواد الطبية، وإبراهيم ملحم قالها بصريح العبارة: إن هناك شحا ونقصا في عدد شرائح فحص كورونا المتوفرة لدى وزارة الصحة، وعدم كفايتها لإجراء فحوص لعينات واسعة.

من الجدير بالذكر أن وزارة الصحة ونقابة الأطباء في الضفة الغربية صرحتا مراراً وتكراراً على مدار الأشهر الماضية أنهما جاهزتان لمواجهة فيروس كورونا، وتصريح ملحم الأخير جاء معاكسا وصادما بعدم توافر شرائح لفحص كورونا.

تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة والتواصل اليومي مع الجمهور عبر الإعلام، التي اتسمت بدرجة عالية من المصداقية، هي ما ترينا مدى تعقيد مواجهة حالة كورونا، فهي مواجهة لا توجد تجربة سابقة معها، والمستوطنون والتداخل معهم يعقدها كثيرا أيضا.

ما زال أكبر سلاح حتى الآن هو سلاح الالتزام بالبيوت، وهذا يعتمد على قوة الوعي والإدراك ومخافة الله، ولا يعتمد على كثرة العساكر ولا العقوبات لمن يخترق، وإن كانت هناك شريحة معينة لا مبالية أو ذات درجة من الوعي الخفيف، لا يردعها إلا القوة.

في كل الأحوال شدة وتزول، وحتى تزول لا بد لها من قوة الوعي والإدراك ومخافة الله، والأخذ بالأسباب، والأقوام التي سبق وأهلكها الله كانت بسبب علو طغيانها وفجورها، ولا بد هنا من العودة لله والأخذ بالأسباب عبر تطوير لقاح مضاد لكورونا، فما أكثر أجهزة مخابرات العرب، وما أقل أجهزة التنفس لديها، فكل أموالها تذهب لقمع الشعوب وحماية العروش، بدل استثمارها علميا وتقنيا. وأخيرا لمن تفكر وتدبر، فإن كل شيء عند الله بمقدار.