فلسطين أون لاين

عربدة القوة؟!


هدد ليبرمان وزير دفاع العدو بتدمير منظومات الدفاع الجوي السورية في حال عاودت دمشق إطلاق النار باتجاه الطائرات الإسرائيلية. وقال ليبرمان في حديث للإذاعة العامة: "المرة المقبلة التي يستخدم فيها السوريون أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بهم ضد طائراتنا، سندمرها من دون تردد؟!". (هكذا؟!)

ويأتي تحذير ليبرمان بعد غارة جوية إسرائيلية شنت الجمعة على أسلحة "متطورة" ربما كانت ستنقل إلى حزب الله اللبناني، ما دفع الجيش السوري إلى إطلاق صاروخ باتجاه الطائرات الإسرائيلية تم اعتراضه. وقال الجيش السوري إنه أسقط طائرة إسرائيلية وأصاب أخرى، الأمر الذي نفته الدولة العبرية.

نعم، كان الحادث المشار إليه هو الأكثر خطورة منذ تفجر الأزمة السورية، ولكن الأخطر هو التهديدات المباشرة التي يطلقها ليبرمان علنًا بتدمير الدفاعات السورية جميعها إذا ما اعترضت مرة أخرى عمل الطائرات الإسرائيلية؟! حيث يصر ليبرمان ونتنياهو على استباحة الأجواء السورية، تحت ذريعة منع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، وهذا يعني أن (إسرائيل) تفرض وصايتها الردعية على سوريا وعلى حزب الله.

حين هاجمت الطائرات الإسرائيلية مواقع سورية، كانت تستهدف إرسال رسائل ذات مغزى لكل من روسيا وإيران، مفادها أن (إسرائيل) لن يردعها التواجد الروسي، أو الإيراني، عن مهاجمة مواقع الجيش السوري تحت ذريعة منع نقل أسلحة إلى حزب الله.

يقول ليبرمان: "في كل مرة نرصد فيها نقل أسلحة من سوريا باتجاه لبنان، فإننا سنتحرك لوقفها. لن يكون هناك أي تسوية حول هذا الموضوع". و"على السوريين أن يفهموا أنهم سيتحملون مسؤولية نقل الأسلحة إلى حزب الله وطالما سيواصلون السماح بذلك، فإننا سنقوم بما يتعين علينا فعله".

طبعا لا يمكن الاستخفاف بهذه التهديدات، ويجدر النظر فيها في ضوء الخلل الخطير في معادلة القوة العسكرية بين سوريا ودولة العدو، لدرجة أن دولة العدو استباحت بعد يومين من الحدث قتل مواطن سوري داخل الأراضي السورية، قيل إنه مسؤول عن الدفاعات السورية، بصاروخ أطلقته طائرة من دون طيار؟!

وحين ردت الدفاعات السورية على الطائرات المغيرة أرادت أن تنفي عن نفسها السخرية التي تتعرض لها لكثرة استخدام النظام عبارة (تحتفظ سوريا بحقها في الرد في الوقت المناسب؟!)، هذا ويبدو أن النظام حين اتخذ قرار الرد على الطائرات المغيرة، استمد بعض القوة من التواجد الإيراني والروسي في الأراضي السورية.

إن الدرس الذي تقدمه هذه القصة هو أن فارق القوة يبرر العربدة الجوية وغير الجوية، ويسمح بمثل تهديدات العدو التي لا تحسب حسابًا للدولة السورية، بعد أن دمرت الدولة السورية نفسها وجيشها من خلال الصراعات الداخلية مع الشعب ومع المعارضة، وهنا لا ينفع الندم، كما لا ينفع السكوت عن عربدة ليبرمان والطائرات الصهيونية.