لماذا نجحت الصين في مواجهة جائحة كورونا؟! ولماذا فشلت إيطاليا في مواجهتها؟ بعض المحللين يعزو ارتفاع نسبة الوفيات في إيطاليا إلى القول بأن المجتمع الإيطالي مجتمع شيخوخة، بينما مجتمع ووهان في الصين مجتمع شباب. وفي نظري أن في هذه الإجابة تسطيحا غير مقبول علميا، ففي كل المجتمعات شباب وشيوخ.
الجواب الصواب في هذه المسألة يكمن في الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الصين، وتراخت في اتخاذها إيطاليا. الصين إذا لاحظتم أخذت بالنظام الإسلامي في الحجر الصحي، حيث منعت سكان ووهان (٦٠) مليون أن يخرج أحدهم منها، ومنعت بقية السكان في المحافظات أن يدخلوا إليها. ونفذت هذا الإجراء بصرامة وقبضة حديدية، ولكن بتدابير علمية ورقابة مسئولة، بينما لم تتخذ إيطاليا الإجراءات الحقيقية اللازمة لمواجهة المرض، وتراخت في الحجر، والمتابعة والرقابة، فتخطت خسائرها منطقة منشأ المرض في ووهان.
إننا إذا نظرنا نحن الفلسطينيين والمسلمين بشكل عام للتجربتين، وجدنا أنفسا جديرين بتطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم في مسألة الحجر الصحي ومواجهة الوباء، وعلينا الأخذ بالصرامة الصينية إذا وجدنا من أبنائنا من يتجاوز التعليمات الصحية، ولأن مسألة الوباء جد لا هزل فيه، وصحة العامة أهم من صحة الفرد الواحد، ولأن مخالفة تعاليم الإسلام في هذه المسألة فيها إثم كبير، وجب تطبيق الإجراء بقرارات صارمة وحديدية.
الصين ضرب سكانها مثلا في الوعي الثقافي والالتزام بتعليمات الصحة العامة، وهذا الوعي الثقافي الجمعي أثبت قوته ونجاعته، ولم نشعر بحالة تمرد شعبي على الحكومة، بينما نجد في فلسطين من يجبر الحكومة على اعتقاله لأنه لم يلتزم بالتعليمات. نحن المسلمين أولى من الصينيين في الالتزام بتعليمات الإسلام في الحجر، وقاعدتها لا ضرر ولا ضرار، وقاعدتها الثانية أنا مسئول عن نفسي وعن غيري، وكلكم راع ومسئول.
ما زلنا نحن في غزة والضفة بحاجة لأسابيع من الالتزام الصارم حتى نتمكن من مواجهة الفايروس، حتى يرفعه الله ويصرفه عنا. وعلامة توكلنا الحقيقي على الله هو الأخذ بالأسباب ، وإجابة الدعاء صنو الحاجة والأخذ بالأسباب. إنه يجدر بنا الاعتبار بتجربتي الصين وإيطاليا، وأن نحترم تعاليم ديننا في هذه المسألة.