فلسطين أون لاين

تقرير التزام المواطنين بإجراءات الوقاية من "كورونا".. لا ضرر ولا ضرار

...
غزة- إسماعيل نوفل

يرتدي الشاب محمود الهبيل قفازات طبية أثناء إعداده كوب قهوة لأحد الزبائن، امتثالًا لإجراءات الوقاية والسلامة لتجنب مخاطر انتشار فيروس "كورونا" من شخص لآخر، رغم أن القطاع لم يسجل أي حالة مصابة بالمرض إلى اليوم.

كانت وزارة الصحة و مؤسسات المجتمع المحلي، حثت المواطنين على العمل بإجراءات الوقاية الصحية، لتجنب انتشار فيروس "كورونا"، في حال وجود أي حالة غير معلوم عنها، مستخدمين في ذلك كل الوسائل المتاحة كمواقع التواصل الاجتماعي، والقنوات، والإذاعات المحلية إلى جانب الحملات التطوعية الميدانية.

ويحرص الهبيل (36 عامًا)، وهو صاحب بسطة لبيع المشروبات الساخنة، على الالتزام بالإجراءات الوقائية التي حثّ عليها المختصون، كالمحافظة على النظافة الشخصية بشكل دائم، وتقليل مخالطة الناس، واستخدام القفازات الطبّية أثناء عمله، والكمامة في بعض الأحيان.

ويقول الهبيل لصحيفة "فلسطين": على الإنسان أن يكون مسؤولًا عن نفسه من خلال المحافظة على صحته، وعلى الآخرين من خلال استخدام الأدوات التي تمنع انتشار المرض في حال إصابته، فإن لم تفد المجتمع فلا تضر".

إجراءات ضرورية

ويتّبع الخمسيني أيمن زمّو إجراءات الوقاية من خلال المحافظة على نظافة محله عن طريق مسح الأرضيات والأبواب والأرفف وتعقيم المحل بشكل دائم، لعلمه أن الفيروس ينتقل عن طريق العطس والسعال، أو عن طريق ملامسة سطح أو أداء وصل إليها شخص مصاب من قبل.

ويرى زمّو، وهو صاحب محل لبيع الملابس النسائية، أن إجراءات الوقاية في محله ضرورية، لأنه يستقبل العديد من الزبائن وهو لا يستطيع التمييز بين الشخص السليم أو المصاب، لذلك هو بحاجة لاتباعها لوقاية نفسه من المرض ومنع نقله بين الناس من خلال ملامسة المقبض أو الرفوف.

ويحتفظ بعددٍ من علب المعقم المسمى بـ"الجل"؛ ليقوم بتعقيم مقبض الباب الذي يلامسه أي شخص يدخل أو يغادر المحل، لأجل وقاية الزبائن والحرص على سلامتهم من خلال عدم انتقال الفايروسات عن طريق اللمس، إلى جانب تعقيم أياديهم في حال طلبهم ذلك.

النظافة الشخصية

ولا يفارق معقم "الجل" جيب الشاب محمد المدهون، بسبب حرصه الشديد على تجنب انتقال العدوى والمرض له من الأشخاص الذين يلتقي بهم، خاصة وأنه جريح، الأمر الذي يجعله أكثر حرصًا من غيره على اتباع نهج الوقاية واستخدام أساليبها.

ويتّخذ المدهون (25 عامًا)، وهو شاب فقد قدمه اليسرى في مسيرات العودة وكسر الحصار، شعار "درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج"، فيحافظ على النظافة الشخصية، وغسل اليدين بشكل دوري، وعدم مخالطة الناس، بالإضافة إلى تجنب المصافحة في العديد من الأحيان.

ويعلّق المدهون على استهتار بعض المواطنين بفيروس "كورونا"، قائلًا: "إن الفايروس خطير جدًا، وهناك مئات حالات الوفاة بسببه في مختلف أنحاء العالم. القضية ليست للمسخرة والمزاح، بل يجب الوقاية منه خاصة من يعاني من ضعف في المناعة".

ويضيف أن هنالك بعض المؤسسات التي يضطر للذهاب إليها بسبب وضعه الصحي، حيث تتبع أساليب الواقية من خلال تعقيم أيادي الزوار والمراجعين، ولكن هذا الأمر غير موجود في بعض المشافي والتي تعاني من الازدحام في أغلب الأوقات، كما يقول.

وتلتزم المواطنة أسمهان خليفة، قدر الإمكان بإجراءات الوقاية في البيت مع أطفالها بشكل صارم، من خلال حثهم الدائم على غسل اليدين بالصابون والمعقمات، وتجنب التجمعات والسهرات والحفلات، إلى جانب تشديدها عليهم بعدم المصافحة كإجراء احترازي من انتقال أي العدوى إليهم.

وتقول: "إن المسؤولية الأساسية في وقاية العائلة وصحتها تقع على كاهل الأم، لذلك على الأمهات أخذ الحيطة والحذر، والمحافظة على النظافة الشخصية لأبنائهم وبناتهم، والحرص على تقديم الطعام الصحي لهم، إلى جانب حثهم على اتباع إجراءات الوقاية للحرص على عدم انتقال أي عدوى لهم".