ليس بجديد على دولة قطر الاهتمام بالشأن الفلسطيني. قطر تجدد دعمها للفلسطينيين من خلال تبرعها بعشرة ملايين دولار لمواجهة كورونا، وتبرعها بمليوني دولار لمواجهة حريق النصيرات الهائل. قطر الدولة العربية الأولى والوحيدة التي قدمت مبلغا ماليا عاجلا سيساعد الفلسطينيين في توفير مستلزمات الوقاية من كورونا. شكرا قطر، ربما تكفي في الأوقات العادية، أما في أوقات الأزمات فنضيف: اللهم ارفع عنا وعن قطر الوباء.
هذا التخصيص لقطر لا يعني أننا غادرنا بقية أمتنا في الدعاء، بل هي دعوة لدولنا التي تملك المال لأن تقف مع فلسطين ببعض زكاة أموالها حتى نخرج من أزمة جائحة كورونا. فإن أعرضوا عنا بأموالهم فإنا نذكرهم بمعنى "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله".
الخيرية فعل وحركة وعمل. الخيرية ليست نسبا عربيا، ولا لغة، ولا صمتا، ولا إعراضا عن بقية المسلمين. الخيرية عطاء نفس كريمة، وعطاء نفس مؤمنة، وعطاء إقراض لله، بلا منّ ولا أذى. ماذا تقولون لربكم الذي أعطاكم إن حبستم المال والعطاء في زمن الوباء عن مسلمين يسكنون تحت الحصار والاحتلال. قطر الخير قدمت دليلا على خيريتها في هذا المجال تطوعا وبلا دعوة من أحد.
في غزة بطالة بنسبة 52,%، وفقر بنسبة 50%، هذا قبل كورونا، ودونه، فكيف الآن بعد إعلان منع التجول في بيت لحم وبيت ساحور؟ وكيف الأمر بغزة المحاصرة التي لا تملك مستلزمات الطب الأساسية لمواجهة الحد الأدنى من هذا الفايروس. غزة عندما تريد فحص بعض المشتبه بإصابتهم ترسل فحوصاتها لدولة الاحتلال، الدولة التي باتت مركزا رئيسا من مراكز المرض، وقررت غلق معابرها مع مصر والأردن.
قطر مشكورة سبقت الدول إلى غزة، وسبقت منظمة الصحة العالمية التي لم تقدم شيئا لبقعة محاصرة، تعيش بلا مال وبلا عمل، وبلا مستلزمات صحية حقيقية قبل كورونا وبعده، وما بعد كورونا هو الأشد. ونحن حين نقول ما قلنا أخذا بالأسباب، قبل وقوع المحذور لا سمح الله، مع علمنا المسبق أننا في غزة نعيش مع مسبب الأسباب، في حين تعيش الدول الغنية مع الأسباب.
نعم، ندعو الله أن يرفع الوباء، قبل أن ندعو الدول الغنية ، ومنظمة الصحة، أن تقدم لنا بعض الأسباب البشرية، من مال وغيره. إذا كان الحرم قد خلا من العباد، فإن قلوب العباد لا تخلو من الله. ومن كان مع الله فالله معه.