فلسطين أون لاين

هل حرارة الصيف تقضي على "كورونا"؟

...
499484Image1.jpg
غزة/ مريم الشوبكي:

 

تداول البعض أحاديث مفادها أن جائحة كورونا كوفيد-19 تنتهي في فصل الصيف قائلين: إن الفيروس لا يتحمل درجات الحرارة العالية، فهل صحيح أن الشمس يمكن أن تقضي على الفيروس؟

"ما يزال من السابق لأوانه معرفة كيفية تفاعل فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 مع الطقس الحار، وإن كان معروفا عن الفيروسات الأخرى، من نوع كورونا، انتشارها ببطء شديد في الأوساط الدافئة"؛ هذا ما يبدأ به اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة د. محمد القرشلي حديثه مع صحيفة "فلسطين".

ويضيف القرشلي أنه "يعتقد أن السبب يكمن في الأشعة فوق البنفسجية التي تكون أقوى في الأشهر الدافئة والتي تقلص مدة بقاء الفيروسات في الهواء أو على الأسطح، حيث تفتقد الكثير من السوائل وتموت".

ويمكن افتراض أن الطقس الحار قد يؤدي إلى عدد أقل من الإصابات بالفيروس –يتابع القرشلي حديثه- ومع ذلك قللت منظمة الصحة العالمية من شأن التوقعات بانحسار الفيروس، واعتبرت أنه من الخطأ الاعتقاد بأنه سيختفي خلال فصل الصيف كما لو كان مجرد إنفلونزا.

ويستدل القرشلي بوصف معهد روبرت كوخ خطر كورونا المستجد على صحة الألمان بأنه معتدل، وسبب ذلك يعود إلى أن مسار المرض غالبا ما يكون عاديا ولا يتخذ أشكالا حادة، غير أن الأمر يختلف لدى كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض سابقة، في هذه الحالة يمكن للمرض أن يتخذ أشكالا حرجة قد تؤدي أحيانا للوفاة.

وعن قدرة الفيروس الحقيقيّة على القتل، يبين أن الباحثين لم يتمكنوا بعد من تقدير دقيق لمدى قدرة الفيروس القاتلة، ويفترض معهد روبرت كوخ أن اثنين من كل مائة مصاب يموتون بسبب الفيروس.

ويلفت إلى أن النسب المتداولة إعلاميًّا حول الحالات الحرجة التي تؤدي للوفاة مبالغ فيها، ويعد عالم الفيروسات الألماني كريستيان دروستن أن النسبة الحقيقية تقل عن 0.7%، ومع ذلك لن تتوفر أرقام موثوقة ونهائية إلا في غضون بضعة أشهر.

وعن مدى قوة الفيروس وقدرته على الانتشار، يذكر القرشلي أن كورونا المستجد له القدرة على التكاثر في الجهاز التنفسي العلوي، وهي حقيقة جعلت الباحثين يرفعون درجة قدرته على العدوى والانتشار، عكس ما كانوا يعتقدونه في البداية.

ويوضح أن العالم دروستن يرى أن 5% إلى 10% من الأشخاص الذين هم على اتصال بشخص مصاب تنقل لهم العدوى، وبالتالي فإن الفيروس أكثر عدوى من 10 إلى 20 مرة مقارنة بفيروس سارس الذي تسبب في حدوث وباء عالمي بين عامي 2002/2003.

ويبين القرشلي أنه ووفقًا لمعهد روبرت كوخ فإن أي شخص كان خلال 15 دقيقة على الأقل، موجودا بقرب شخص مصاب يعد شخصا مخالطا لمصاب بالعدوى، ويعتقد الخبراء أن حوالي 60% من مجموع السكان، يمكن أن يصابوا نظريا بفيروس كورونا.

وحسمت منظمة الصحة العالمية في 13 مارس/آذار 2020 الجدل حول تساؤل مطروح مفاده: هل يستطيع فيروس كورونا الجديد كوفيد- 19 أن يعيش في المناخ الحار والرطب؟

وتجيب المنظمة عن هذا التساؤل بالقول: "نعم لقد انتشر الفيروس الجديد بالفعل في بلدان ذات مناخ حار ورطب، وفي بلدان أخرى ذات مناخ بارد وجاف".

وتوصي المنظمة بأنه "يجب اتباع الاحتياطات أينما تعيش ومهما كان المناخ"، متابعة: "واظب على غسل اليدين، وتغطية الفم والأنف عند السعال والعطس بمنديل أو ثني المرفق، وتخلص من المنديل في سلة المهملات، واغسل يديك بعد ذلك على الفور".

ويشار إلى أن وزارة الصحة في غزة تؤكد خلو القطاع من فيروس كورونا المستجد كوفيد-19.