فلسطين أون لاين

في تسع آيات عبرٌ؟!

غزة خالية من فايروس كورونا ولا فخر. هي خالية بقدر الله وحفظه، وليست خالية بجهود وزارة الصحة. إذا كانت غزة خالية من المرض، والدول حولها يطاردها المرض من كل حدب وصوب، فإن خلوها منه حتى الآن هو من فضل الله ورحمته بسكانها المحاصرين. في غزة حرسها الله من الوباء وغيره، أناس يتطهرون، يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ويجاهدون في سبيل الله، ولا نزكيهم على الله. والله العزيز الذي لا يغلب، قال: "وإن جندنا لهم الغالبون". الله الحكيم اقتضت حكمته ألَّا يسلط على المجاهدين وباء يضعف شوكتهم.

حين أرسل الله لبني (إسرائيل) تسع آيات معجزات في زمن موسى لتحرضهم على الإيمان كان من بينها المطر عقوبة، فكانت تمطر على بيت القبطي، ولا تمطر على جاره الإسرائيلي، ومع ذلك لم يؤمن بنو إسرائيل، وحين أرسل عليهم الدم آية معجزة، فكان القبطي يشرب من نفس الإناء الذي يشرب منه من الجهة المقابلة الإسرائيلي، فماء القبطي من جهته يتحول دمًا، ويبقى الماء ماء من جهة الإسرائيلي.

خلاصة ما تقدم أن الحافظ هو الله، وأن الإسرائيلي ما كان قادرًا على حماية نفسه، فحماه الله، ومع ذلك أعرض عن الله؟! غزة الآن لا تملك أدوات العمل، والصحة، والحجر، ولا تملك الدواء، ولكنها تملك الدعاء، وتدعو العزيز أن يرفع عنها البلاء إنا مؤمنون. فالذين يهاجمون الصحة في غزة لأنها لا تملك حجرًا صحيًّا مناسبًا، عليهم أن يحمدوا الله على فضله أن جعل غزة خالية من المرض بفضله، لا بفضل الوزارة، أما من حولهم فيتخطفهم المرض من حيث يعلمون ولا يعلمون، مع أن لديهم حجرًا صحيًّا مناسبًا بحسب المقاييس العالمية للصحة.

نريد في هذه الأجواء المرعبة أن نقف عن المزايدات فاليد قصيرة، والعين بصيرة، وعلينا أن نعود إلى الله، ونتذكر أن رسولنا الكريم حين استقر به المقام في المدينة، كانت المدينة موبوءة بمرض الحمى، فدعا ربه أن يرفعها من المدينة المنورة، وأن يلقي بها في الجحفة، فطهر الله المدينة من الوباء.

ومن ثمة علينا بسلاح الدعاء، فإذا كانت الدول الكبرى عاجزة عن مواجهة الوباء، فكيف بغزة المحاصرة، ماذا تريدون أن تفعل لجنة غزة الحكومية وهي لا تملك مالًا ولا علاجًا، ولم تتلقَّ دعمًا من السلطة أو غيرها بهذا الخصوص؟ علاج كورونا حتى الآن هو الدعاء، والوقاية، والله يمتحن به، والله يرفعه إن شاء، ومن يعاند الله فليأتِنا بسلم نرقى به إلى السماء، أو بمكان نأمن فيه من مكر الله. غزة، وغيرها من بلاد المسلمين، هي في حفظ الله ورحمته، وليست في رحمة الأسباب، لا سيما حين تعجز الأسباب.