فلسطين أون لاين

"التعليم عن بعد" في جامعات غزة.. بين تأييد ومعارضة الطلبة

...
(أرشيف)
غزة - إسماعيل نوفل

يتابع الطالب عبد الرحمن علوان، محاضرات مساق "قاعة بحث في الإخراج الصحفي" أولًا بأول عبر برنامج "زوم" الذي أعلنت الجامعة الإسلامية عن استخدامه في التعليم عن بعد بشكل مؤقت حتى ينتهي تعليق الدوام المعلن عنه للوقاية من انتشار فايروس "كورونا".

ويرى علوان، وهو طالب ماجستير في قسم الصحافة والإعلام، أن التعليم عن بعد خطوة جيدة وبديل مقبول للتعليم الوجاهي الذي اعتادوا عليه في الأوضاع الطبيعية، لافتًا إلى أن تجربته الأولية فيه كانت ناجحة، ومميزة.

وقال علوان لصحيفة "فلسطين": إن الجامعة قامت بإصدار توجيهات لكيفية استخدام برنامج "زوم" لتسهيل العملية التعليمية، ولكن هناك بعض الصعوبات واجهته في بداية تشغليه للبرنامج، لأنه لم يقم باستخدامه من قبل.

ويقدم برنامج "زوم" إمكانية عقد الاجتماعات أون لاين، من خلال إتاحة الغرف الإلكترونية، التي تملك رقمًا تعريفيًا خاصًا بها، ويمكن دعوة الأشخاص من خلال عدّة طرق كتبادل الرقم التعريفي أو اللينك الخاص بها، ويسمح البرنامج بتشغيل الصوت والكاميرا معًا ليتيح التواصل لجميع من بالغرفة.

وذكر علوان، أنه مهما اختلفت الوسائل المستعملة في التعليم عن بعد، فلا يمكن له أن يحل محل التعليم الوجاهي والمباشر، الذي يصنع تفاعل الكبير بين المحاضر والطالب، على خلاف المحاضرات الإلكترونية التي تتسم أحيانًا بالملل لعدم وجود تفاعل كافٍ.

من جانبه، عبّر الطالب محمد ساق الله، عن رفضه الشديد والقاطع لفكرة التعليم عن بعد، لأنها "لا تراعي الطروف المعيشة التي يعاني منها أهلي قطاع غزة، كانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، والظروف الاقتصادية الصعبة والتي لا تسمح لبعض الطلاب باقتناء جهاز محمول جيد"، كما قال.

وذكر ساق الله، وهو طالب بكالوريوس في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، أن خطة التعليم عن بعد الذي أعلنت عنها الجامعات في غزة، ليست قائمة على أية دراسات ميدانية لأجل التوصل إلى خيار متاح للجميع.

وأشار في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أنّ الكلية قامت بعمل استطلاع رأى على صفحتها الخاصة على موقع "الفيس بوك"، وكانت النتيجة ما يقارب الـ(200) طالب موافق، والباقي رافض للفكرة، كما قال.

ورأى أن التعليم عن بعد "لا يتناسب مع كافة التخصصات الجامعية خاصة العلمية، والميدانية كالتمريض والوسائط المتعددة، والتي تحتاج إلى شروحات مباشرة أمام أعين الطلاب، دون استخدام أي واسطة للتواصل بينهم".

وأشار ساق الله، وهو حاصل على شهادة الدبلوم منذ عام 2009، إلى عدم وجود أي تجربة سابقة للجامعات في غزة، وأنها لم تتخذ أي قرار مشابه لهذا من قبل، خاصة وأن القطاع شهد عدّة حروب.

وأضاف أن هناك العديد من التفاصيل الناقصة في خطة التعليم عن بعد، والتي لم يتم الإعلان عليها، كتوزيع الدرجات خاصة، وطريقة تقديم الاختبارات، مؤكدًا على عدم إمكانية تجميع الطلاب في وقت معين لأنّ لكلِّ طالب ظرف خاص به قد يُمنع من الاتصال بالإنترنت في وقت المحاضرة.

من جهته، قال الدكتور أيمن أبو نقيرة، وهو أستاذ مشارك في الجامعة الإسلامية بغزة: "إن التعليم عن بعد يحتاج إلى متابعة خاصة من المحاضر الجامعي، حتى لا تضيع حقوق الطلاب والطالبات"، مضيفًا أن هنالك بعض المحاضرين واجهوا بعض المشاكل في البداية؛ لعدم وجود وسيلة تواصل مع طلبتهم لإعلامهم بموعد عقد المحاضرات، والطريقة المتبعة في ذلك.

وذكر أبو نقيرة لصحيفة فلسطين، أنّه تغلب على هذه المشكلة، من خلال استفادته من مجموعة "واتس أب"، أنشأها منذ بداية الفصل الدراسي تضم كافة الطلاب منذ بداية الفصل الدراسي كوسيلة تواصل معهم بشكل دائم.

ويشير إلى أنه استفاد منها في الاتفاق مع الطلاب على موعد معين لتقديم المحاضرات، مع إرسال شروحات تعليمية لبرنامج "زوم" المستخدم في العملية التعليمية، مشيرًا إلى مراعاته في العملية التعليمية للطلاب غير الحاضرين من خلال تسجيل المحاضرات وتنزيل الرابط في المجموعة.

ووصف أبو نقيرة، استعماله للتعليم عن بعد بـ"التجربة الناجحة"، والتي تمكّن من خلالها تقديم المحاضرة بطريقة مناسبة ومتنوعة من خلال استخدام عروض البوربوينت، والرسومات التوضيحية، إلى جانب تركه لوقت مخصص للمناقشة والتفاعل مع الطلاب".

وختم بالتأكيد على عدم إمكانية الكشف عن ردود أفعال الطلاب في التعليم عن بعد وانطباعاتهم، لأجل اتخاذ الخطوة المناسبة في إدارة محاضرة بشكل أفضل، والتي يحاول التغلب عليها من خلال اعتماد أسلوب المناقشة.