فلسطين أون لاين

تقدير موقف

هكذا يؤثر "كورونا" سلبًا على عمل المخابرات الإسرائيلية

بينما تعيش (إسرائيل) استنفارا سياسيا واقتصاديا بسبب تفشي "كورونا"، تظهر أعراض لا ترى بالعين المجردة، لكن العالمين ببواطن الأمور يشعرون بها على مدار الساعة، وتحديدا أجهزة الأمن الإسرائيلية، حيث ثبت في الأسابيع الماضية أن كورونا ترك تأثيره السلبي على أجهزة المخابرات الإسرائيلية، لا سيما الموساد.

يؤكد الخبراء الإسرائيليون أن تفشي الفيروس أضر كثيرا بعمل مخابراتهم في الخارج، ففرض القيود حول العالم يجعل الموساد يصدر قرارات اضطرارية، بتأجيل وإلغاء العديد من مهامه الأمنية الاستخبارية، وهذا يعني أن تفشي "كورونا" لم يقتصر على الأسواق والبورصات، والسياحة والمؤتمرات فقط، بل على الاستخبارات أيضا.

الملاحظة الأولى أن جواسيس المخابرات الإسرائيلية ليسوا محصنين من عدم الإصابة بالمرض، وحين يبادر الموساد لتنفيذ عملية أمنية واستخبارية ما، خاصة في الدول التي ينتشر فيها المرض بصورة واسعة، يأخذ هذا الاحتمال بعين الاعتبار، وهنا يدخل على خط سير عمل الموساد القيود على الحركة التي تفرضها البلدان لعدم التنقل بينها، ما يؤثر على القدرات العملياتية للموساد.

الخطورة أن انتشار كورونا يؤثر سلبا على الشبكات التجسسية للموساد بالبلدان المختلفة، فالجواسيس ليسوا فوق القانون، وحين تعلن وزارة الصحة عن إجراءات العزل لكل من يعود من الخارج، فهو يشمل عملاء الموساد.

أكثر من ذلك، فإن نسبة كبيرة من عملاء الموساد يقضون أوقاتهم بالطائرات، والتنقل بين مختلف العواصم، ولأن معظم أجواء دول العالم مغلقة أمام حركة الملاحة الجوية، جزئيا أو كليا، فهناك صعوبات جدية قد تعترض عمل الموساد، وتنفيذ مهامه الأمنية العاجلة.

عملاء الموساد لدى وصولهم لبعض البلدان يخضعون لإجراءات تفتيشية دقيقة ومحكمة، في المعابر والجسور، البرية والجوية، ويخضعون لقوانين الدولة التي يعملون فيها، أو يصلون إليها، وفي حال تم وضع أحدهم في حجر صحي إجباري، أو مستشفى بدولة أجنبية، فإن مستوى المخاطرة عليه يزداد ويشتد أكثر.

قلق (إسرائيل) على صحة عملاء الموساد يتعاظم مع زيادة تفشي كورونا، مع إمكانية وفاة عدد منهم بسبب المرض، خاصة إن كانوا في دول معادية كإيران، ما يعني أن سنوات من العمل المضني والسري ستذهب هباء في لمح البصر، دون تهيئة مسبقة؛ فليس من السهولة تجنيد عملاء جدد للموساد، خاصة من أولئك النوعيين.

مخاطرة أخرى تترك تأثيرها السلبي على الموساد، أن الأعمار التي يستهدفها "كورونا" ممن يزيدون على الستين عاما، والموساد لديه مصادر معلوماتية حول العالم: سياسية وأمنية وأكاديمية وحكومية تتراوح أعمارها في هذه السنوات، ما يعني وقوعها ضحية هذ المرض أكثر من سواها من الأجيال الأخرى.

 

المصدر / فلسطين أون لاين