تقول منظمة الصحة العالمية إن مرض كورونا تحول إلى جائحة، أو وباء، على مستوى العالم. أي إن الوضع خطير، والتهديد كبير، والحاجة إلى التعاون العالمي ملحة، وليس لدولة واحدة القدرة الكافية لمواجهة هذه الجائحة.
وتقول المنظمة نفسها إن أوروبا أصبحت مركزا رئيسا للفيروس، وطالبت المنظمة الدول الأوروبية بالإفادة من تجربة الصين وكوريا واليابان لمواجهة المرض والحدّ من انتشاره. البرازيل في أميركا الجنوبية مركز آخر جديد للمرض. الرئيس البرازيلي مصاب به، ويشتبه بإصابة الرئيس الأميركي الذي تناول العشاء مع الرئيس البرازيلي.
دولة الاحتلال ( إسرائيل) مركز ثالث للمرض، فهي تنافس دول أوروبا في سرعة انتشاره. ما هو معلن من إصابات مؤكدة في دولة الاحتلال أقل بكثير من الحقيقة. الحقيقة تقول إن سعي نتنياهو لتشكيل حكومة طوارئ من كل الأحزاب لمواجهة مرض كورونا هو مؤشر على تفشي المرض في المجتمع الصهيوني لا سيما في الجيش.
حكومة طوارئ يمكن أن تساعدهم على مواجهة المرض، ولكن هل يمكنها حل مشكلة الخلافات السياسية، واستعصاء تشكيل حكومة أغلبية، أو حكومة وحدة وطنية؟! الإجابة ليست حاسمة، ولكن من الممكن أن يحدث هذا، تحت مسمى العمل المشترك لمواجهة كورونا، ويمكن حدوث تناوب في كرسي القيادة بين نتنياهو وغانتس.
فيروس المرض في دولة الاحتلال كفيروس كرسي رئيس الوزراء، لا يمكن الوصول إليه والاستقرار فيه، وكما لا يوجد مصل للوقاية من كورونا حتى الآن، فإنه لا يوجد مصل للتشرذم السياسي العميق في دولة الاحتلال.
إننا في غزة نشعر بخطر كبير من الأمرين: من فيروس كورونا المنتشر عندهم، وهجومه علينا بسبب الجوار والتواصل. ومن فيروس عجزهم عن تشكيل حكومة، حيث نخشى أن تكون غزة هي الضحية لكل وضع متأزم في دولة الاحتلال. قدرنا في العصر الحديث أن نعيش مع دولة احتلال من النوع الذي يحتضن كل فيروسات العالم البدنية والنفسية، ولا علاج لحالنا إلا بزوال الاحتلال عن أرضنا. كيف لنا أن نتخلص من كورونا؟! إذا لم نتخلص من الاحتلال؟! كورونا العالم فيروس لا يرى، وكورونا فلسطين احتلال يملأ سمع العالم وبصره.