فلسطين أون لاين

حب التملك عند طفلك.. اضبطيه بالتوجيه

...
غزة/ صفاء عاشور:

أن تشرح وتحاول أن تُفهم طفلًا لم تتجاوز سنه خمسة أعوام ماهية الملكية العامة والخاصة وكيفية التفريق بينهما أمر يبدو صعبًا، ولكن هل حاولت أن تسرد عليه قصة، أن تضعه في موقف تمثيلي يقرب له الفكرة؟

هنادي عطا الله أم لطفل وحيد لا يمل من أن يتمسك بكل شيء يقع تحت يديه، له أو لغيره من أبناء عمومته، أو أبناء الأسر التي يزورها مع والدته، ما يسبب لها إحراجًا كبيرًا بسبب رفضه ترك الألعاب التي لا تخصه.

تقول في حديث مع صحيفة "فلسطين": "إن حب التملك عند ابني محمد كان ظاهرًا وقويًّا، ورغبته بالسيطرة وامتلاك كل ما يراه كانت كبيرة، وهو ما كان يزعج جميع من يراه وهو يتصرف هذه التصرفات، ويسبب الإحراج لي ولوالده".

وتضيف عطا الله: "حاولت توجيهه نحو طلب الأمور من أصحابها لتأكيد أنها ليست له، وأنه للحصول عليها أو اللعب بها علينا أن نستأذن من أصحابها"، لافتةً إلى أنه لم يستجب في المرات الأولى، ولكن بعد عدة مرات بدأ يستجيب.

وتشير إلى أنها كانت دائمًا ما تطلب الإذن من ابنها قبل أخذ أي شيء يخصه، موضحة له أن هذا الأسلوب يجعله محبوبًا بين الناس، وأنه إذا استمر بعمله سينال رضا الله ثم إعجاب الناس وحبهم.

الاختصاصي النفسي د. إياد الشوربجي يوضح أن مبدأ تعليم الطفل الملكية أمر مهم ويكون من طريق الوالدين، ويحتاج إلى مهارة في أسلوب توصيل الأفكار، وتصحيح التصرفات السلبية التي يقوم بها.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "إن حب التملك من الصفات التي تميز الطفل منذ صغره، ويمكن أن يلمسها الأهل منذ العام الأول له، وتكون بطريقة عفوية وغير مقصودة، إذ يرغب الطفل بتملك الأشياء التي يراها أمامه دون إدراك ماهية التملك".

ويضيف الشوربجي: "بعد سن السنتين يكون الإدراك عند الطفل أكبر ويكون توجيهه إلى احترام ملكيات الآخرين أسهل، ويكون الطفل قادرًا على الفهم وإدراك معنى ممتلكاته وممتلكات الآخرين".

ويشير إلى أن الوالدين يجب أن يكونا قدوة لأبنائهما لغرس فكرة الملكية في ذهن الطفل، وترسيخها فيه بتعليم الطفل الاستئذان قبل الحصول على أي شيء يريده، والاستفادة من المواقف التي تحدث أمامه.

ويبين الشوربجي أنه يجب غرس وتنمية هذه المفاهيم عند الأطفال بمواقف وقصص وربطها بالجانب الديني، فعقل الطفل في هذه المرحلة يتقبل هذه الأساليب، مشددًا على ضرورة الابتعاد عن أساليب العنف والضرب لتعليم الطفل ترك الأشياء والمتعلقات التي لا تخصه.

ويتمم: "الطفل إذا أحب والديه فسوف يترجم هذا الحب بسماعه نصائحهما وتطبيقها على أرض الواقع، أما إذا تعاملا مع الطفل بسوء وعصبية فإن الطفل سيتمرد عليهما ولن يستمع لأي نصائح يوجهانها له".

 

المصدر / فلسطين أون لاين