فلسطين أون لاين

لتنشط عينك عالج سبب كسلها

...
غزة/ أسماء صرصور:

"العين الكسلانة" مصطلح قديم غير دقيق لمرض كسل العين، فما يوصف بالكسل يكون ضعفًا، لكن فعليًّا العين لا تكون ضعيفة، بل تعاني مشكلة أن الإشارة أو الصورة الواصلة لها لا تكون واضحة وضوحًا كافيًا ليستقبلها المخ.

فكسل العين يعني أن الإنسان لا يتمتع بنظر كامل 6/6 لأسباب مختلفة، مع أن العين وظيفيًّا سليمة تمامًا.

مدير مستشفى العيون استشاري طب وجراحة العيون د. حسام داود يتحدث لصحيفة فلسطين عن "كسل العين"، وأسباب الإصابة به، وكيف يعالج، وهل هناك سبل وقاية؟

بداية يوضح داود أن كسل العين شائع جدًّا، فعالميًّا هناك 2% من سكان العالم لديهم كسل بصري، وأهم أسبابه المتعددة: الحَوَل، لذلك من يعاني حولًا فلابد أن يعالج منذ نعومة أظفاره.

والسبب الثاني ضعف الإبصار –كما يقول- مع وجود فروقات فيه، وهو ما يعني أن تكون العينان مختلفتين في قدرة الإبصار، فإحداهما طويلة النظر والأخرى قصيرة، فهذا يجعل العين عرضة لمرض كسل العين، وفي الغالب يحدث الكسل في العين التي تعاني طول نظر، لأن الحساسية لطول النظر أكثر من الحساسية لقصر النظر، خاصة لدى الأطفال.

ويتابع مدير مستشفى العيون: "والسبب الثالث وجود مشكلة في العينين إما قصر نظر أو طول نظر، لكن قصر النظر يجب أن يكون عاليًا أكثر من ثماني درجات إلى عشر، أما طول النظر فمعرض لكسل العين أكثر"، مبينًا أن السبب الرابع الانحراف القرني، وهو زوغان بصري، حتى لو كان بمقدار درجة واحدة.

أما السبب الخامس فهي مسببات ثانوية للكسل، مثل انسدال الجفن، لأن العين لا تصل إليها الصورة فتكسّل العين، أو أي مرض أو عرض يسبب عتمات في الصورة الواصلة إلى العين، مثل عتمة على القرنية أو عدسة العين (المياه البيضاء)، وهذه يجب أن تعالج سريعًا حتى لا تسبب كسل العين.

وينبه استشاري طب وجراحة العيون أي شخص يعاني الأعراض السابقة إلى أنها عوامل خطرة، لأن كسل العين مشكلة متولدة من مشاكل أخرى في العين.

ويوضح أهمية فحص العينين لكل طفل قبل بلوغه سن المدرسة، وإن كانوا متيقنين أنه طبيعي ولا مشاكل في عينيه، لكن الفحص يساعد على التحقق أنه ليس هناك أي أخطاء انكسارية، أو قصر أو طول نظر أو انحراف قرني.

ويلفت داود إلى أن هذه المشكلات صامتة لا تظهر على المريض أو الطفل، فهي ليست كالحول أو الماء على العين، إنما تحتاج إلى فحص العيون، لذلك من الأفضل –كما يؤكد- أن يكون هناك فحص عيون مبكر، للتحقق من عدم وجود مشاكل قبل البلوغ، لأن العلاج يكون أسهل بكثير في السن الصغيرة.

وفيما يتعلق بعلاج العين المصابة بالكسل، يبين مدير مستشفى العيون أنه لابد من علاج المسبب للكسل، فمثلًا إن كان حولًا يعالج الحول، وكذا إن كان قصر أو طول نظر، أو مياهًا بيضاء ... إلخ.

لكن العلاج الأنسب –وفق إفادته- هو تنشيط العين، ويعني أن طفلًا في سن خمس إلى سبع سنوات إن اكتشف أن لديه كسلًا نتيجة أي سبب، تغطى العين السليمة حتى تتنشط العين المصابة، ومدة التغطية تعتمد على قدر المشكلة البصرية وسن المريض، ولها قوانين وقواعد في التطبيق، وتأخذ مدة ستة أشهر.

ويختم استشاري طب وجراحة العيون بقوله: "لكن يفضل العلاج مرة أخرى قبل سن الــ12 عامًا، لأن النتائج المرجوة في هذه الحالة تكون أفضل بكثير، أما بعد هذه السن تصبح الحلول أصعب، والآمال أقل".

المصدر / فلسطين أون لاين