لست أدري كيف ننظر إلى تصريحات قادة الجيش في روسيا القائلة بأن أميركا تشن حربًا بيولوجية على بعض الدول لتحطيم اقتصادها، حيث ذكر المتحدث الروسي بأن أميركا صنعت فايروس كورونا في معاملها البيولوجية في جورجيا، وحقنت بها بعض الطيور، وألقت بها من خلال طائرات مُسيَّرة في الصين ودول أخرى.
هذه الاتهامات صدرت بشكل مبكر عن إيران والحرس الثوري الإيراني، الأمر الذي يعني أن الفايروس تركيبة أميركيّة، وأن أميركا نشرته في هذا التوقيت في ضوء حربها الاقتصادية مع الصين وإيران، وعليه يمكن القول بأنّ الدولة الوحيدة التي تملك مصلًا مضادًا لهذا الفايروس هي أميركا فقط. ولأنها تملك المصل بشكل مسبق فهي لا تخشى من انتقال العدوى إليها، لأن لديها العلاج، بينما لا تملك الدول الأخرى له علاجًا .
لست أدري كيف أنظر إلى هذه التصريحات. هل ننظر إليها على أنها اتهامات حقيقية وعلمية، يجدر متابعتها والتحقق منها، ومن ثمة نحن في حاجة إلى لجنة دوليا عليا، تفتح هذا الملف وتدرس الاتهامات وتحقّق فيها، وتصل بنا لتأكيد الاتهامات أو نفيها، وتقديم التوصيات المناسبة، التي بمكنتها حماية العالم والإنسان من الجرائم والتغولات الأميركية.
أم أنّ الاتهامات الروسية والإيرانية لا تعدو حملة إعلامية تستهدف تأليب الدول المتضررة على سياسة أميركا الخارجية، لا سيما وأن الحملة الإعلامية تستفيد من الكراهية العالمية لأميركا ولسياسة ترامب الخارجية.
ثمة من يرى أن ما يقال عن مسئولية أميركا على أنه محض دعاية إعلامية، بين دول متنافرة ومتنازعة. وهناك من يصدق هذه الاتهامات، لا سيما وأن الحرب البيولوجية ميدان كبير للتنافس بين أميركا وخصومها. نحن حين نفشل في تحديد الموقف الصحيح والراجح، نلجأ إلى العلماء الثقات ونطلب منهم إفادتنا بالصحيح المفيد. وحتى الآن لم يتحرك العلماء لقول كلمة الفصل، التي تضع النقاط فوق الحروف. وإلى أن يقولوا كلمتهم، أو تنفي أميركا اتهامات روسيا، فنحن مضطرون إلى أخذ ما قالته روسيا باهتمام وحذر.
من المعلوم أن أميركا ودول أوروبا تمتلك ترسانة بيولوجية ضخمة، بينما هم يحاربون الدول النامية التي تحاول أن تمتلك هذه التقنية البيولوجية، بزعم أن الدول النامية غير مسئولة، ولا تتحكم في الاستخدام، بينما تبيح الدول الكبرى لنفسها هذه الملكية على نطاق واسع، وتستخدمها حين تريد بشكل غير مسئول وغير إنساني. العالم ضجر من السياسات المزدوجة، ويطالب بعالم خالٍ من الأسلحة البيولوجية، والكيميائية. فهل تتحمل الأمم المتحدة طلب العالم حتى يتحقق له ما يريد من الأمن؟! نأمل.