فلسطين أون لاين

تقرير الخوف والقلق ينتاب أمهات الأسرى خشية انتقال "كورونا" للسجون

...
(أرشيف)
غزة - نور الدين صالح

كانت وجوه أهالي أسرى قطاع غزة تتقاسم الخوف والقلق على أبنائهم، خشية انتقال فيروس "كورونا" إلى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث يقبع "فلذات أكبادهم"، وذلك بعد انتشار الفيروس في الضفة الغربية المحتلة و(إسرائيل).

نظرات قلق متبادلة من هنا وهناك بين أمهات الأسرى، خوفًا من إصابة أبنائهن بهذا الفيروس "اللعين" الذي لم يفرق بين كبير أو صغير ولا أسير أو جريح، وما يزيد جرعة الخوف لديهن "زج قوات الاحتلال أحد المصابين بين الأسرى لنقل العدوى"، بهدف قتلهم ببطء.

اجتمعت هذه المشاعر والنظرات خلال الاعتصام الأسبوعي الذي ينظمه الأهالي يوم الاثنين من كل أسبوع في ساحة مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر وسط مدينة غزة.

لكنّ الأمهات لم ينسين الاحتفال بيومهن العالمي الذي وافق الثامن من آذار، بأن أخذت إحداهن توزّع الورود على الأمهات وهنّ مجتمعات بجانب بعضهن بعضًا، في الوقت الذي تحتفل نساء العالم بالاحتفالات والرحلات.

وتخشى والدة الأسير عمر وادي القابع في سجن "إيشل"، من انتقال فيروس "كورونا" إلى داخل السجون، وذلك ضمن سياسات الاحتلال الممنهجة ضد الأسرى.

وتوصي وادي، الذي حكم الاحتلال على "فلذة كبدها" بالسجن 18 سنة، وأمضى منها 7 سنوات، الأسرى بعدم الخروج لما تُسمى "الفورة" أو استقبال أي جندي إسرائيلي في السجون، خوفًا من أن يكون مصابًا بـ"كورونا".

ويمنع الاحتلال "وادي" من زيارة ابنها عمر منذ أربع سنوات، تحت ذرائع أمنية، مؤكدة رفضها لقرار الاحتلال بمنع أهالي أسرى غزة، من زيارة أبنائهم بحجة الخوف من انتشار "كورونا" للسجون.

وأرسلت رسالة لكل الأمهات الفلسطينيات في يومهن العالمي "الأم لا تُقدر بأي ثمن ولا تعوض ولها احترامها وتقديرها".

لم يكن الحال أفضل حظًّا لدى والدة الأسير بـ(التبني) مرعي أبو سعيدة، المحكوم 11 مؤبدًا، وأمضى منها 17 سنة، لم تتمكن خلال تلك الفترة من رؤيته مُطلقًا، بفعل إجراءات الاحتلال الظالمة.

وعبّرت أبو سعيدة عن رفضها المُطلق لقرار الاحتلال بمنع زيارات أهالي الأسرى لذويهم بحجة انتشار "كورونا"، مناشدةً كل أحرار العالم بالوقوف إلى جانب قضيتهم "أسرانا في خطر ولا نعرف عنهم أي أخبار".

وتساءلت: "لماذا يمنع الاحتلال أمهات الأسرة من الزيارة، هل يشكّلن خطرًا على أمن دولة الاحتلال؟"، مشددةً على أن "الأسرى لُب القضية الفلسطينية، فهم من ضحوا لأجل فلسطين وقضوا زهرات شبابهم من أجلها".

وأعربت عن تخوفها الشديد من انتشار "كورونا" بين الأسرى في سجون الاحتلال، مطالبةً بعدم دخول أي مريض من الاحتلال للسجون.

وختمت حديثها برسالة للأسرى قائلةً: "اصبروا وصابروا وإن شاء المولى الفرج قريب".

على الجانب الآخر، كانت فاتن إسماعيل خطيبة الأسير أيمن حميدة من القدس المحتلة والموجود في سجن "النقب" الصحراوي"، تمر بحالة من القلق والخوف ذاتها، جراء تصاعد وتيرة الانتهاكات الاسرائيلية.

وتستهجن إسماعيل قرار الاحتلال بمنع زيارات الأهالي، قائلةً: "هذا أمر متوقع من الاحتلال الذي يستخدم كل الأساليب النفسية والمعنوية ضد الأسرى".

وتُطالب المؤسسات الدولية وحقوق الإنسان بالتحرك السريع لإنقاذ الأسرى من فيروس "كورونا" الذي انتشر وباتت يهُدد الأسرى.

وقدّمت التهاني لكل الأمهات الفلسطينيات الصامدات في يومهن العالمي، "نساء العالم يحتفلن في يومهن، والنساء الفلسطينيات ما بين أسيرة وشهيدة ذقن مرارة الألم والوجع".

وخلال الاعتصام الأسبوعي، طالب عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية نشأت الوحيدي، بعدم دخول أي جندي أو جنائي إسرائيلي إلى السجون عند الأسرى الفلسطينيين، خوفًا من نقل عدوى "كورونا".

وشدد الوحيدي على ضرورة العمل على وقف الاعتداءات ضد الأسرى، "حتى لا يُصاب الأسرى بهذا المرض، من أي جندي إسرائيلي قد يكون مصابًا".