في غرف ضيقة عفنة عديمة المنافع ومليئة بالحشرات والزواحف تجبر سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأسرى الفلسطينيين على المكوث فيها وقضاء مدة محكوميتهم غير مكترثة بالخطر الذي يتعرضون له.
وتمارس سلطات الاحتلال الإسرائيلي ممثلة بإدارة سجونها سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى، كما تسهم في نشر وتفشي الأمراض في صفوفهم بهدف قتلهم وعدم الاستجابة لنداءاتهم بتوفير احتياجاتهم من الأدوية والرعاية الصحية المناسبة.
وتفتقر عيادات السجن إلى الحد الأدنى من الخدمات الصحية، والمعدات والأدوية اللازمة والأطباء الأخصائيين لمعاينة ومعالجة الحالات المرضية المتعددة ما يفاقم من معاناة الأسرى ونشر الأمراض في صفوفهم، ويقتصر الأمر على المسكنات والأكامول فقط.
أمراض مكتشفة
ويؤكد المتحدث باسم جمعية واعد للأسرى والمحررين منتصر الناعوق، أن سجون الاحتلال الإسرائيلي تعدُّ أرضية خصبة لانتشار الأمراض واستفحالها في أجساد الأسرى لتردي ظروف احتجازهم وسوء التهوية، وعدم تعامل إدارة السجن بشكل جدي مع الأمراض المكتشفة داخل السجون ومواصلة سياسة الإهمال الطبي بحقهم، وسوء التهوية.
ويقول الناعوق لصحيفة "فلسطين": "إن الأسرى داخل السجون معرضون في أي لحظة للإصابة بأمراض مختلفة بسبب سوء احتجازهم، وسوء التهوية وضيق غرف السجون وارتفاع أعداد المعتقلين، وممارسة سياسة الإهمال الطبي المتعمد".
ويضيف: "إن إدارة السجون لديها إجراءات وقرارات تساهم في انتشار الأمراض في صفوف الأسرى كتركيب أجهزة التشويش المسرطنة في أقسامهم، وتقليص مواد التنظيف، وعرض المرضى على ممرضين وليس أطباء، وتقديم حبة الأكامول للعلاج فقد دون توفير الرعاية الصحية المناسبة، ونقلهم من سجن لآخر دون توفير بيئة عمل صحية وآمنة".
ويحذر الناعوق، من إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي ممثلة بإدارة السجون قتل الأسرى بحجة انتشار فيروس "كورونا"، مؤكدًا أن الاحتلال يمارس سياسهم القتل البطيء بالإهمال الطبي المتعمد في صفوف المعتقلين.
ويدعو لتشكيل لجان مختصة لحماية الأسرى من جرائم الاحتلال وتفشى الأمراض، مطالبًا منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر وكل المعنيين لاتخاذ إجراءات عملية من لحماية الأسرى من المرض وضمان تقديم الرعاية الطبية للازمة لهم، وحمايتهم من الموت في ظل مواصلة سياسهم الإهمال الطبي المتعمد التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى.
إهمال طبي
في حين يؤكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ممثلة بإدارة السجون تمارس سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى والهادفة لقتل المناضلين من أبناء شعبنا.
ويقول أبو بكر لصحيفة "فلسطين": "إن إدارة السجون تترك الأسرى المرضى عرضة للموت، مدللًا على ذلك من خلال ما حصل مع الأسير بسام السايح، وسامي أبو دياك وفارس بارود، وغيرهم، والذين أهملت إدارة السجون علاجهم واستفحل المرض في أجسادهم وتركوا فريسة للموت".
ويؤكد ارتفاع أعداد الأسرى المرضى بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمد، مبينًا أن نحو 1200 أسير يعانون إصابتهم بأمراض مختلفة، ولا يتلقون الرعاية الصحية أو المعاملة اللازمة، بينهم 700 أسير بحاجة لمتابعة صحية حثيثة وإجراء عمليات جراحية، و24 أسيرًا مصابًا بالسرطان.
ويرى أبو بكر، أن وقف الاحتلال زيارة أهالي الأسرى لأبنائهم داخل السجون بهدف حماية أنفسهم من المرض، ولتضييق الخناق على المعتقلين وذويهم، داعيًا كل المؤسسات الحقوقية والدولية والإنسانية والطبية لتحمل مسؤولياتها والضغط على إدارة السجون كي تقدم رعاية صحية مناسبة للأسرى وتحميهم من الإصابة بالأمراض، وتقف جرائمها ضدهم.
إجراءات وقائية
من جهته دعا نادي الأسير الفلسطيني، منظمة الصحة العالمية، والمنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، من أجل اتخاذ أعلى درجات التدابير الوقائية في أقسام الأسرى، في ظل انتشار فايروس كورونا (كوفيد-19) على نطاق عالمي واسع.
وأكد النادي في بيان صحفي وصلت "فلسطين" نسخة عنه، أمس، أن إدارة سجون الاحتلال هي الجهة التي تتحمل المسؤولية عن صحة وحياة الأسرى الفلسطينيين، والمطالبة بتوفير الإجراءات اللازمة لهم، وتحديدًا مواد التعقيم والتنظيف.
وأشار إلى أن السجون أماكن مغلقة كما أن غرف الأسرى مكتظة، عدا عن أن بعض السجون لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية تحديدًا القديمة منها، والتي ساهمت على مدار السنوات الماضية وفي الأوقات الطبيعية في التسبب بأمراض أودت بحياة العديد من الأسرى.
ولفت النظر إلى أن إجراءات إدارة السجون التي فرضتها مؤخرًا على الأسرى، ومنها تقليص مواد التنظيف، تُساهم في تهديد حياة الأسرى ومصيرهم في ظل الأوضاع الراهنة، وبذلك فإنها تتحمل كامل المسؤولية عن حياتهم ومصيرهم.
وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال نحو (5000) أسير وأسيرة، من بينهم قرابة (200) طفل، و(700) أسير يعانون أمراضًا مختلفة، ومنهم أكثر من (200) يعانون أمراضًا مزمنة وهم من ذوي المناعة الصحية المتدنية، وفق نادي الأسير.