ما زلنا مع فيروس كورونا الذي انتشر في جل بلاد العالم تقريبا. كل البلاد المصابة به وغير المصابة به أخذت احتياطاتها الصحية الوقائية والعلاجية. في الصين بلد المنشأ يقال إن المرض أخذ في الانحسار، في حين يتقدم ويتسع في أميركا ودول أوروبا، الأمر الذي ينفي فكرة المؤامرة، والتدخل البشري في نشر المرض!
بعض الدول تتعامل مع انتشار المرض في أراضيها بمنطق السياسة والاقتصاد، فتخفي معلومات الحالة الوطنية عن المرض، لتحافظ عن نشاطها الاقتصادي والسياحي، في حين تتعامل الدول الأكثر علما ووعيا مع المرض بمعايير الصحة العامة، والشراكة الدولية في مواجهة الفيروس.
المعلومات الطبية الحقيقية تؤكد أن الفيروس ليس خطيرا بحيث يمنع ممارسة الحياة والتعليم، والأنشطة المختلفة، فدول أوروبا وأميركا (وإسرائيل) لم تعطل المدارس والجامعات ورياض الأطفال، كما فعلنا نحن في الضفة وغزة بتأثير الخوف والسياسة. نحن أخذنا قرارا سياسيا مغلفا بقرار صحي، وتلك الدول أخذت قرارا صحيا بعيدا عن مقتضيات السياسة، حتى أن نتنياهو تعرض للوم لأنه ضغط لمنع نشر معلومات طبية عن القادمين من أميركا.
يقال إن نسبة الوفاة من المرض هي ١٪ أو ٢٪، وعليه فإن هذه النسبة طبيعية ولا داعي للرعب والخوف، ويقال إن النظافة العامة، والغسل بالماء والصابون، يكافحان الفيروس ويمنعان انتشاره، ومن فضل الله أن المسلم يتوضأ خمس مرات في اليوم بشكل طبيعي، ما يعني أن لديه حصانة تشريعية من الإصابة به، وإن أصيب به فلديه حصانة إيمانية، وتوكل على الله، وهذا لا يمنع الأخذ بالأسباب، ولكن دون مبالغة كبيرة.
إن فرض الطوارئ وتعطيل مراكز العالم من الإجراءات المبالغ فيها، فالناس لا تفرض على نفسها حجرا صحيا ذاتيا لمدة شهر. الناس بطبيعتها تخرج للشارع والسوق والزيارات، والأفراح والأتراح، كما لو لم تكن هناك طوارئ، والأولى لو تركناها تخرج لمدارسها وجامعاتها بشكل طبيعي، مع إغلاق المناطق المصابة، ومنع الدخول إليها، أو الخروج منها.
ثمة معلومات متضاربة حول الفيروس موجودة في صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، فحبذا لو أنشأت وزارة الصحة صفحة خاصة تنشر عليها المعلومات الصحيحة، وتفضح المعلومات المتهافتة، بحيث تزيد حالة الوعي العلمي والطبي في مواجهة المرض، وتعيد لبعض البيوت التي أصابها الهلع والخوف توازنها. أؤكد أن ثمة بيوتا وأفرادا يعانون الآن من الخوف والرعب، ولمّا يصيبهم المرض، ولو توكلوا على الله لكان خيرا لهم. نحن نفر من قضاء الله إلى قضاء الله، فلماذا الخوف والرعب ولك ربّ؟!