فلسطين أون لاين

تقرير إجراءات لمنع تفشي "كورونا" بالضفة وتجهيزات بغزة للحيلولة دون وصوله

...
مواطن بغزة يرتدي الكمامة الطبية للوقاية من "كورونا" والتوعية بمخاطره

غزة/ أدهم الشريف:

يجري العمل على قدم وساق لمواجهة تفشي فيروس "كورونا" في الضفة الغربية بعد اكتشاف إصابة 16 مواطنًا في مدينة بيت لحم، جنوبًا، في حين تلملم غزة جراحها للحيلولة دون وصوله إلى القطاع الساحلي الشهير بضيق مساحته واكتظاظ السكان في منطقة لا تتعدى 365 كيلومتر مربع، يقطنها أزيد من مليونَيْ مواطن.

وكانت بداية ظهور الفيروس في جمهورية الصين قبل أن ينتشر إلى عدة بلدان حول العالم، منذ نهاية العام الماضي.

وفي هذا السياق، أكد مدير عام الإدارة العامة للرعاية الصحية في وزارة الصحة بالضفة الغربية، د.  كمال الشخرة، أن الوزارة لديها خطة شاملة للتعامل مع الحالات المصابة، وتوفير الاحتياجات اللازمة.

وأوضح الشخرة لـ"فلسطين"، اليوم، أن الوزارة أيضًا وضعت خطة خاصة بمدينة بيت لحم، التي اكتشفت الإصابات في أحد الفنادق بعد مجيء وفد يوناني إلى الضفة الغربية قادمًا من الأراضي المصرية، بينهم 14 حالة من العاملين في الفندق، وحالتين من المخالطين لهم.

وعلمت وزارة الصحة بالضفة بإصابتهم بعد أن غادر الوفد اليوناني الأراضي الفلسطينية متجهًا إلى اليونان التي تواصلت مع الجهات الرسمية برام الله، وأبلغتهم أن عددًا من بين أعضاء الوفد مصابين بالفيروس.

وعلى إثر ذلك أعلن رئيس السلطة محمود عباس، الخميس الماضي، حالة الطوارئ في الضفة الغربية، وقطاع غزة التي لم يصلها "كورونا" بعد.

وكانت الوزارة أقرت الحجر الصحي للمصابين في الفندق الذي اكتشفت به الإصابات بمدينة بيت لحم.

وأشار إلى إقامة مستشفى ميداني بجوار مديرية الصحة في بيت لحم، وجهزته بأربع غرف عمليات.

وقال الشخرة: "حصلنا على عينات 150 شخصًا من الذين خالطوا الوفد في محافظات متفرقة من الضفة الغربية، وكانت النتيجة سلبية".

وتابع بالنسبة لحالات بيت لحم: قال إنها "مصابة لكن أوضاعها الصحية مستقرة ولا يحتاجون لتدخل طبي، ونعمل على بقائهم على قيد الحياة، لكن نحتاج إلى الصبر رغم الوضع النفسي والمعنوي السيء، ونعمل ما بوسعنا".

وطالب المواطنين بالتعامل مع الموضوع بجدية، مع ضرورة الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.

وأشار إلى إقامة منطقة كرفانات خاصة في منطقة الأغوار للحجر والعزل الصحي، وهناك منطقة عزل أيضًا في الأكاديمية العسكرية، وهي جاهزة لاستقبال المصابين.

استعداد وتجهيز

من جهته، أكد مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة د. عبد الناصر صبح، اليوم، عدم وصول "كورونا" إلى غزة، لكنه أضاف: "إن قطاع غزة شأنه شأن الضفة الغربية، حيث تقوم الجهات المسؤولة بالاستعداد والتجهيز لظهور أي حالة".

وأشار صبح في تصريح لـ"فلسطين"، إلى أن منظمة الصحة العالمية تدعم الوزارة بتوفير مستلزمات التجهيز والإعداد، للحيلولة دون انتقال الفيروس، وحتى يكون لدى الوزارة استعدادات لذلك.

وأضاف: "هناك مكان للحجر الصحي للعائدين عبر معبر رفح، إذا كانوا قادمين من دول انتشر فيها الفيروس، وأيضًا يتم تجهيز مستشفى ميداني بإمكانه التعامل مع 6 حالات عناية مكثفة و30 سريرًا لحالات متوسطة، وهذا كبداية للمستشفى، لكن هذا المستشفى يمكن أن يمتد ويتوسع ويصل سعته لـ150 سريرًا".

ومن الناحية المخبرية، قال صبح إن منظمة الصحة العالمية سلمت الوزارة "الكتات" التي تستخدم في فحص "كورونا".

و"الكتات" عبارة عن مادة سائلة يتم إدخالها إلى جهاز "PCR" المخصص لفحص الفيروسات، وهي مسؤولة عن إظهار الفيروس في العينة المخبرية.

وذكر أن منظمة الصحة العالمية، تمد وزارة الصحة في الأراضي الفلسطينية وحول العالم، بما يلزم من معلومات مفيدة حول الفيروس، سواء للعاملين في القطاع الصحي، أو للمواطنين لتجنب الفيروس.

وتابع أن منظمة الصحة العالمية عضو في اللجنة العليا لمواجهة فيروس "كورونا" وهي شريك مع وزارة الصحة، وتشارك في اجتماعاتها وتتلمس حاجاتها، "ونحاول توفير كل ما هو مطلوب حتى تكتمل جهوزيتها لمواجهة الفيروس".

وفيما يتعلق بأماكن الحجر التي أقامتها وزارة الصحة، قال: إنها شبه فندقية، يرقد فيها الشخص القادم من دول موبوءة مدة 14 يومًا، يتوفر فيها الماء والغذاء ووسائل الترفيه مثل الإنترنت، وذلك لضمان وقاية الشخص والآخرين.

وعندما تظهر أعراض على المحجور شبيهة بأعراض "كورونا"، يتم إجراء فحوصات للتأكيد إذا ما كان مصابًا أم لا، وفي حال الاشتباه بإصابته ينقل مباشرة من الحجر الصحي إلى المستشفى الميداني للتعامل معه حتى تثبت إصابته من عدمها.

وذكر أن منطقة الحجر تستوعب 50 فردًا، والعمل جارٍ فيها منذ أكثر من أسبوع، ودخلها عدة أفراد أجروا فحوصات وكانت النتيجة سلبية لا تحمل الفيروس.

مستشفى ميداني

أما المستشفى الميداني، والذي توقع صبح أن يجهز غدًا الاثنين، فمن المقرر أن يكون قادرًا على استيعاب 36 شخصًا. ومن المقرر أن تنشر وزارة الصحة كوادرها الطبية المدربة والمؤهلة فيه، للتعامل مع الحالات المصابة في حال وصول "كورونا" لغزة.

وعلى صعيد جهاز "PCR" المخصص لفحوصات الفيروسات، ذكر صبح أن المنظمة جلبته للوزارة قبل أكثر من 4 أعوام بتكلفة بلغت 50 ألف دولار، وتعطل عن العمل فيما بعد، وأعادت المنظمة صيانته بتكلفة 11 ألف دولار.

وأشار إلى أن المختبر المركزي في غزة لديه كوادر مدربة مسبقًا في التعامل مع جهاز "PCR" و"الكتات" أيضًا.

وتابع: منظمة الصحة العالمية وفرت كتات للضفة الغربية وقطاع غزة، لتتمكن الصحة من التعامل مع حالات الإصابة الأولى، لكن إذا ظهرت حالات جديدة، علينا كمنظمة إحضار المزيد من هذه الكتات لأن الأمر سيتطلب فحص عدد كبير من العينات".

وأكمل: "الكتات الموجودة حاليًا كافية لإجراء فحوصات لـ200 شخص، بشكل متفرق لأنه إذا استخدم جزء من المادة السائلة، لا يمكن إعادة استخدامه".

وأكد أهمية الالتزام بإرشادات منظمة الصحة، بالحفاظ على نظافة اليدين وتعقيمهما، لافتًا إلى أن الفيروس ينتقل عن طريق الرذاذ، وهو يمكث على الملابس أو المنضدات أو الأجسام الصلبة، ولذلك يجب إذا لمست أشياء في أثناء التسوق أو العمل أو غير ذلك، فيجب غسل اليدين جيدًا، خشية انتقال الفيروس، وما يتبع ذلك عمليات نمو وتكاثر.

وذكر أن الفيروس يؤثر في الأشخاص أصحاب المناعة الضعيفة، ومرضى السكر الذين يعانون ضعفًا في الدورة الدموية، ومرضى القلب والأمراض المزمنة، وكبار السن، هم الأكثر عرضة ليشتد عليهم المرض.

وفيما يتعلق بالماسك الذي لجأ البعض إلى شرائه، قال صبح إنها لا تقي من الفيروس، وينصح بها فقط للأشخاص الذين لديهم أعراض، حتى لا يذهب الرذاذ خارجًا، أما الشخص السليم فلا ينصح أن يرتدي ماسكًا، لأنه إذا لامس شخصًا أو سطحًا عليه رذاذ مصاب بـ"كورونا"، ومن ثم وضع يده على وجهه، فإن الماسك يعد حاضنة جيدة للفيروس ويسبب أذية أكثر.