فلسطين أون لاين

حولك ضغوط كثيرة؟ "خذي نفسًا وعدي للعشرة"

...
غزة/ صفاء عاشور:

في عام 2020م، حيث الألفية الثالثة والتطور الذي واكب كثيرًا من المجالات، لم تخف الضغوط التي تعيشها المرأة في حياتها يوميًّا.

فتوفير الوسائل الحديثة والمتطورة الكثير من المستلزمات الضرورية لها لا يعني أنها قد ارتاحت من ضغوط تؤثر عليها يوميًّا، ولا تعرف كيف تتخلص منها.

ضغوط أسرية -وخاصة من الأطفال- هذا ما تعانيه رجاء عليان الأم لخمسة أطفال أنجبتهم خلال ثماني سنوات، تقول: "مع أني لا أعمل إنجابي هذا العدد من الأطفال جعلني أفقد الكثير من صحتي، نتيجة عصبيتي المستمرة بسببهم".

وتضيف لصحيفة "فلسطين": "كل ما حولي يزيد من عصبيتي، ولا أعرف كيف أتعامل مع احتياجات خمسة أطفالهم، إضافة إلى زوجي الذي يحتاج إلى اهتمام خاص به، حتى إنه لا يقبل مساعدتي في الاهتمام بأطفالنا معًا".

وتوضح عليان أنها دائمة الصراخ والعصبية، وهو ما أثر على حالتها النفسية والصحية، فأصحبت تشتكي من إصابتها بالقولون العصبي بسبب عصبيتها الزائدة، دون اهتمام أي أحد من أسرتها بها.

الأستاذة في كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة النجاح الاختصاصية الاجتماعية فاتن أبو زعرور توضح أن المرأة في فلسطين تعيش تحت ضغوط عديدة في حياتها، فضغط تعدد الأدوار، السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي وغيرها يسبب العصبية في الحياة.

وتقول لصحيفة "فلسطين": "إن أبسط الحلول التي يمكن أن تعالج التوتر والعصبية لدى المرأة هي أن تأخذ نفسًا وتعد حتى العدد عشرة، مع الابتعاد عن مصدر الضغط والعصبية والتوتر: الأطفال، أو الزوج، أو العائلة، أو غيرها من الأسباب".

وتضيف أبو زعرور: "من المهم الابتعاد عن المبالغة في الانفعالات، خاصة مع الأطفال وأمامهم، فيمكن تأجيل التعامل مع الموقف حتى تهدأ الأم، ثم تعود وتتعامل مع الحالة بهدوء وتروٍّ".

وتلفت إلى أهمية التعبير عن المشاعر بالقول والابتعاد عن التلفظ بألفاظ سيئة أو تكسير بعض الأغراض في المنزل، أو ضرب الأطفال، مؤكدة أن حديث المرأة إلى أحد تثق به، والتعبير اللفظي عن مشاعر الحزن، والتعب، والقلق سينعكسان إيجابًا على نفسيتها.

وتشدد أبو زعرور على أهمية التعبير بالكلمات عن كل ما يتعب المرأة، والفضفضة لمن تثق به والابتعاد عن كبت المشاعر، فهذا كفيل بأن ينعكس على المرأة سلبًا وسيظهر عليها الحزن والاكتئاب وعدم المبالاة.

وتنصح بالتوجه إلى المراكز التي تهتم بالمرأة والالتحاق بدورات للتغلب على الغضب، وتعلم مهارات التواصل مع الآخرين، وغيرها من الدورات المهمة التي تحتاج لها المرأة للظهور بمظهر إيجابي أمام أسرتها والمجتمع المحيط بها.

وتنبه إلى أن هناك كثيرًا من الطرق للسيطرة على الغضب والضغوط العصبية السلبية؛ فهناك من يهدأ بقراءة القرآن، أو أداء الصلاة، أو ممارسة الرياضة، أو الركض، أو الاستماع للأناشيد، ويوجد غيرها من الأنماط التي يمكن للمرأة أن تتبع ما يناسبها منها.

وتختم أبو زعرور حديثها: "لكن قبل أي شيء يجب على المرأة الابتعاد عن مركز التوتر أو الموقف الذي يسبب لها العصبية، ثم ممارسة أي نشاط يكون كفيلًا بتهدئتها، وبعدها يمكن العودة للموقف أو المشكلة والتعامل معها بكل هدوء".