عندما تشتري جهازاً جديداً يهمّك قراءة "الكتالوج"، وحينما تشتري دواء تحرص على قراءة "الروشتة "، ولو أردت الذهاب للجامعة تحرص على اقتناء الدليل الارشادي، ولكي تكون رحلتك سعيدة يجب الاستئناس بالدليل السياحي، ترى لماذا؟
ببساطة، لأنك من خلال "الكتالوج" تعرف كيف يعمل الجهاز وقوة الكهرباء التي يحتاجها وبلد المنشأ وهل له قطع غيار؟، وتعرف من "الروشتة" اسم الدواء ومكوناته وعدد الجرعات وكميتها ووقتها وأعراضها، ويعرفك "الدليل الارشادي" إلى كليات الجامعة، وتخصصاتها وتفاصيلها، والدليل السياحي يقيك ضياع البوصلة وفساد الرحلة، يعني، كي تقتني الجهاز، وتشرب الدواء، وتدخل الجامعة، وتقضي رحلة سعيدة "وقلبك مطمئن بالإيمان".
ما ينطبق على الجهاز والدواء والجامعة والرحلة يجب وبكل تأكيد أن ينطبق على الزواج، كيف ذلك؟
الزواج رحلة طويلة الأمد ومحطة مهمة من محطات الإنسان، ولكي ندخلها ونستمتع بها ونعيشها وفق مقتضى الشرع وتحقيق السعادة فيها، يجب أن نعرف عنها قبل دخولها.
تحرص وزارة النقل والمواصلات على منح قيادة رخصة السياقة لمن تتوفر فيه الشروط المناسبة ويخضع لفترة تدريب يتجاوزها بنجاح، وهذا يجب أن ينطبق بنفس المنطق على الزواج، أي أن يخضع المخطوبون لدورات تدريبية قبل الزواج، لماذا؟
دورات تأهيل المخطوبين من الدورات المهمة الواجب تنظيمها من قبل المؤسسات الحكومية والمجتمعية، فهي تعرف المخطوبين على أبجديات الحياة الزوجية من خلال تعريفهم بالزواج وأهميته وفلسفته وتأصيله الشرعي وواجبات وحقوق كل طرف، لأنها تخلق جو الاستعداد النفسي والجسدي والفكري والاجتماعي والاقتصادي للحياة الجديدة التي تختلف بدرجة كبيرة جدا عن واقع الحياة ما قبل الزواج، لان استعداد الانسان للشيء يزيد من فرص نجاحه ويقلل من امكانية فشله، وهذا من صميم ديننا الاسلامي وهي قاعدة "الأخذ بالأسباب".
في محافظة رفح ثمة تجمع مبادري رفح وضع ضمن خطته عام٢٠٢٠ تكثيف العمل في هذا الاتجاه بالتنسيق مع مؤسسات مجتمعية مع إضافة بعض المزايا لمن يرغب بالالتحاق بهذه الدورة وهي:
_ منح المخطوبين مبلغًا ماليًا متواضعًا كهدية لهم.
_ تنظيم رحلة ترفيهية للمخطوبين.
_ التنسيق مع مراكز ومؤسسات تجارية لخصم نسبة من أسعار المشتريات.
_ التنسيق مع مؤسسات نسائية لتدريب وتعليم النساء على بعض المهارات الخاصة بالنساء، مثل: التطريز والخياطة و الكوافير.
_التنسيق مع مؤسسات التدريب المهني الخاص بالشباب لمساعدتهم على تعلم مهنة وحرفة تساعدهم في إيجاد فرصة عمل.
_التنسيق مع صالة أفراح لخصم نسبة من رسوم الصالة.
_متابعة العرسان بشكل مستمر واستمرار عقد لقاءات التوعية الاسرية مع مختصين في مجال العلاقات الاسرية والزوجية.
_التنسيق مع مؤسسات حكومية لإعفاء المخطوبين من بعض ما هو مطلوب منهم من رسوم معاملات.
والجديد في الأمر أنّه ستكون هناك لقاءات توعوية لأسر المخطوبين بكيفية التعامل مع مشاكل ابنائهم المتزوجين.
هذه بعض الأفكار التي سيتم تطبيقها، ومن المؤكد أننا سنبقى نبدع في ابتكار الافكار التي تخلق اسرة مسلمة تعيش جوًّا إيجابيًّا سعيدًا كي تخف حالات الطلاق التي تزداد بشكل ملحوظ ومؤسف.
إجمالًا يبقى المجتمع وحفظ جبهته الداخلية من صميم عمل كل فرد فينا كل بما يقدر ويعرف ، لأن الحريق لو نشب في منطقة سيصل للمنطقة الاخرى لو لم يوفقه جهاز الدفاع الاجتماعي، فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ،هكذا علمنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.