فلسطين أون لاين

تغلبي على رفض طفلك الطعام بأسلوب التدريج

...
غزة/ صفاء عاشور:

هل يرفض أطفالك تناول الطعام؟، لا تظني أنك وحدك في هذه المشكلة؛ فكثير من الأمهات يعانين رفض أطفالهن تناول الوجبات الصحية المهمة لبناء أجسادهم، مفضلين الجوع أو تناول بعض الحلويات على تناول الطعام الصحي.

يمنى اليازجي أم لأربعة أطفال تعاني من طفلها البكر؛ فهو انتقائي كثيرًا فيما يرغب بتناوله من طعام، فمعاذ لا يحب الخضراوات المطبوخة، ويفضل عليها تناول الحلويات المعدة في المنزل أو التي يشتريها من الخارج.

تقول في حديث مع صحيفة "فلسطين": "إن رفض ابني المستمر لتناول الطعام الصحي رغم محاولات إقناعي له بفائدته أثر على مستواه الدراسي، إذ شهد تراجعًا ملحوظًا، وهو الأمر الذي عزاه أكثر من شخص إلى عدم إدراك الطفل وتراجع قدرته على الاستيعاب".

وتضيف اليازجي: "حاولت كثيرًا ترغيبه بتناول الطعام، أو حرمانه الحلويات، ولكن جميع محاولاتي باءت بالفشل، ولم يعد بيدي أي حلول لهذه المشكلة"، داعيةً الله أن يهدي ابنها ويعود لتناول الطعام الصحي كما كان حاله وهو صغير.

أما سلمى عويضة فتوضح أن معاناتها مع أبنائها في موضوع تناول الطعام وصلت إلى مستوى تصفه بأنه "خطير"، حيث يرفضون أي طعام يحتوي على بصل، أو ثوم، أو طماطم، أو ذرة، أو بازيلاء، أو اللحوم البيضاء أو الحمراء، لافتة إلى أنهم عندما يرغبون بتناول طعام يلجؤون إلى تناول الدقة أو الجبنة الصفراء.

وتقول لصحيفة "فلسطين": "حاولت كثيرًا تجميل منظر الطعام وتقديمه بأسلوب يجذبهم ويجعلهم يشتهون تناوله، لكن جميع محاولاتي باءت بالفشل، كما أنهم يرفضون تناول الوجبات التي يشترونها في المطاعم بحجة وجود بصل، أو زيتون، أو فليفلة أو غيرها".

وتلفت عويضة إلى أنها لا تعرف كيف تتعامل معهم في هذا الموضوع، مشيرة إلى أنها ترى أثره الصحي على طفليها يومًا بعد يوم، فوزنهما لا يزيد، وعلامات الضعف عليهما أصبحت واضحة لكل من يراهما.

وتعبر عن قلقها المستمر على صحة أبنائها؛ فهي لم تترك وسيلة في محاولة ترغيبهم في تناول الطعام الصحي، لكنهم يرفضون تناول ما تعده أو تجربة تذوقه، فالرفض هو الأساس ولا مجال لتجربة تذوق أي طعام، مهما بدا لذيذًا ومظهره جذاب.

تعويد الطفل

طبيب الأسرة د. بسام أبو ناصر يوضح أن مشكلة عدم تناول الأطفال الطعام تعود إلى ممارسات الأم في إطعام أطفالها منذ صغرهم، إذ تعتمد الكثير من الأسر على الطعام السريع أو الساندويتشات دون الاجتماع على سفرة واحدة لتناول الطعام معًا.

ويشدد في حديث مع صحيفة "فلسطين" على أن تعويد الطفل تناول الطعام بمشاركة الأسرة سيجعله أكثر تقبلًا لأي طعام يوضع أمامه، خاصة عندما يجد جميع أفراد الأسرة يتناولون منه دون أي مشكلة.

ويقول أبو ناصر: "إن الطفل يبدأ تعويده تناول الطعام من سن ثمانية أشهر، وإذا نشأ الطفل على نظام معين وعلى أغذية معينة فإنه سيبقى يتناولها طوال حياته، كما أن عادات تناول الطعام تمتد إلى الارتباط بالصحن، والمكان، ووجود الأم وباقي أفراد الأسرة".

ويستدرك: "لكن كثيرًا من الأمهات إما لانشغالهن أو كسلهن أصبحن يفضلن الوجبات السريعة أو الشطائر السهلة الإعداد، ما يجعل الطفل يرفض تناول الكثير من الوجبات والأطعمة المفيدة لصحته".

وينبه أبو ناصر إلى أن رفض الأطفال تناول الطعام له آثار كارثية وخطيرة على صحتهم، إذ يكونون عرضة للإصابة بالأنيميا (فقر الدم)، ومشاكل في الأمعاء، تؤثر على النمو والطول أو على الهرمونات في الجسم.

ولعلاج هذه المشكلة، يقترح طبيب الأسرة أن تجلس الأم مع طفلها لتناول الطعام دون إجباره، ثم العودة بعد ساعة أو اثنتين مع أحد أفراد الأسرة، وتناول الطعام نفسه مع مدحه، لافتًا إلى ضرورة تكرار هذا الأمر عدة أيام.

وينصح أبو ناصر بترغيب الطفل نفسيًّا بأسلوب غير مباشر بربط تناوله الطعام بتحقيق بعض أمنيات الطفل، ومع تكرار الأمر سيصبح الطفل يطلب الأكل بنفسه، مشددًا على ضرورة تناول الطعام جماعة مع أفراد الأسرة.

ويحذر من ضرب الطفل من أجل تناول الطعام، فإجباره على هذا الأمر سيجعله يأكل الطعام بلعًا لا مضغًا، وبذلك سيصاب بعسر هضم وأمراض أخرى تترك أثرًا سلبيًّا على صحته.