فلسطين أون لاين

تقرير "فتحي" و"بكيرات" في دائرة الاستهداف الإسرائيلي مجددًا

...
صورة أرشيفية
غزة- أحمد المصري

تستمر سياسة الاحتلال الإسرائيلي ضد رموز مدينة القدس الدينية ومسؤوليها السياسيين، دون أي توقف، عبر الاعتقالات والمحاكمات، والإبعاد القسري عن المسجد الأقصى لمددة متفاوتة.

آخر تلك الممارسات جاءت تجاه الداعية رائد فتحي، عقب قيام قوة من عناصر مخابرات الاحتلال بدفعه في سيارة عسكرية، بعد أن ألقى محاضرة في المسجد الأقصى، حول فضائل بيت المقدس، غير أنها أفرجت عنه بعد عدة ساعات، على أن يعرض على المحكمة لاحقا.

وينشط الداعية فتحي منذ سنوات في المسجد الأقصى، ويعد أحد الرموز الدينية المعروفة، المدافعة عن المسجد، والداعية لإعماره، وقدّم العديد من البرامج الدعوية الدينية من قلب ساحات وقباب الأقصى.

وفور إطلاق سراحه، قال: "قضيتنا قضية مبدأ، وقدس، ومسجد أقصى مبارك، ونحن ملتزمون بالثبات على القدس والأقصى، والعمل وفق خدمة هذه القضية العظيمة"، مضيفا "بقاؤنا على أرضنا وتشبثنا بمبادئنا أمر لا مساومة عليه".

وأشار فتحي إلى أن مسؤولي سجن الاحتلال أطلقوا سراحه مؤقتا لظروف صحية، بعد إجراء بعض الفحوصات الطبية.

وأكد خطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري، أن استهداف رموز القدس والأقصى الدينية، باتت سياسة ثابتة لدى الاحتلال، ونهجا راسخا.

وقال صبري لصحيفة "فلسطين": إنّ معظم التهم التي توجه للرموز الدينية، "التحريض"، وهي تهمة فضفاضة، يمكن عبرها فعليا اعتقال الشخص المستهدف أو اتخاذ قرار بإبعاده عن المسجد الأقصى.

وأكد أن كل من يعمل في المسجد الأقصى، ويدافع عنه، ويعمره ويدعو لإعماره، فعليا هو في دائرة الاعتقال والاستهداف، مشيرًا إلى أن اعتقال "فتحي" واستهدافه لن يكون الأخير في سياسة الاحتلال.

وأضاف صبري: "مجرد صلاتك في الأقصى، وإلقاء درس فيه، من وجهة نظرهم (الاحتلال) نشاط عدائي، وأي كلام يتعارض مع مخططاتهم يُسمى تحريضًا".

وفي الإطار، استدعت شرطة الاحتلال الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية، أمس، وسلمته قرارًا بالإبعاد لمدة أسبوع عن المسجد الأقصى.

وتعقد محكمة الاحتلال في القدس، الثلاثاء القادم، جلسة تبت فيها بإمكانية رفع قرار الإبعاد أو تجديده لستة أشهر إضافية.

وقال بكيرات لصحيفة "فلسطين": الاحتلال يحاول عبر سياسة الاعتقال والإبعاد للرموز الدينية والسياسية في القدس المحتلة، أن يشطب هذه المرجعية، ويبقي المقدسيين دون هوية أو جهة معروفة.

وأضاف أن الاحتلال يحاول أيضا بهذه السياسة خلق مرجعيات منافية للواقع المقدسي، والهوية المقدسية والفلسطينية، وجعل الأقصى وحيدًا لا يتصدر دعوة الدفاع عنه أي شخص أو أي جهة إلى جانب تفريغه من أي نشاطات.

وأكمل: "لا يريدون أي نشاط يبقى خلاله المسجد عامرا حيا، يريدون أن يجففوا هذا الوجود في القدس من خلال تجفيف نشاطات الرموز والمرجعيات سواء كانت نشاطات فكرية أو دروسًا أو محاضرات".

وأكد بكيرات أن الاحتلال يريد بوضوح أن يبقي عبر تجميد نشاط المرجعيات الدينية بالاعتقال والاستدعاء والابعاد، إخفاء انتهاكاته، سواء كانت عبر المنابر أو الكتب أو الدروس.