حماس في موسكو في يوم الانتخابات الإسرائيلية الثالثة، رئيس حركة حماس، ونائبه، ومسئول حماس في الخارج، وموسى أبو مرزوق يجتمعون بلافروف والوفد المرافق له في موسكو. الاجتماع ربما يبحث موضوع صفقة القرن، والمصالحة الفلسطينية، وموضوعات أخرى. إنه وبغض النظر عن الموضوعات التي ستناقش وهي ولا شك موضوعات مهمة، إلا أن الاجتماع بحدّ ذاته له أهمية خاصة، ليس على مستوى اعتراف روسيا الدولة العظمى بحماس كحركة تحرر وطني فحسب، بل يتجاوز ذلك التقاء روسيا وحماس في رفض مشروع صفقة القرن، الذي تفرضه أميركا وإسرائيل من طرف واحد.
من المهم لحماس أن توسع دائرة الدول التي تعترف بها كحركة تحرر وطني في مواجهة الحصار الدولي الذي تفرضه أميركا والاتحاد الأوربي على حركة حماس في الخارج. ومن المهم أن تكون موسكو الدولة العظمى منطلقا لهذا التوسع الدولي الذي تسعى له حماس. حماس تحظى بعلاقة جيدة مع تركيا، وماليزيا، وإيران، خارج إطار الدول العربية، وهي علاقة ليست على حساب علاقة السلطة ومنظمة التحرير مع هذه الدول، بل هي علاقة مكملة وخاصة أيضا.
إن صراع الفلسطينيين مع (إسرائيل) وأميركا لا يقف على المقاومة في فلسطين المحتلة، بل هو صراع يمتد إلى ساحات العمل السياسي في العلاقات الدبلوماسية مع الدول، لا سيما الدول ذات التأثير في المنطقة العربية كروسيا وتركيا وإيران.
المؤسف بهذه المناسبة أن دولا عربية مؤثرة كالسعودية ترفض أن تلتقي قيادات حماس، رغم العلاقات الدينية والعربية بين حماس والسعودية، بينما تلتقي روسيا بحماس وليس بين الطرفين من الأواصر التي بين حماس والخليج.
الخليج قدم مقاربات مؤسفة للعلاقة مع (إسرائيل) الدولة المعتدية، وجمد علاقاته مع حماس والفلسطينيين، حتى أثر ذلك على الثقافة الشعبية الخليجية.
إن زيارة حماس لموسكو، ولقاء وزير الخارجية لافروف، يمكن أن يلقي بأثره على علاقة الخليج المؤسفة مع حماس. حماس تبحث عن علاقات جيدة مع دول الخليج، ولكن دول الخليج تعرض عن حماس، وموسكو يمكن أن تكون وسيطا لتطوير علاقات جديدة بين حماس ودول المنطقة، فهل يطلب هنية من لافروف القيام بهذه الوساطة؟! وهل يتفق الطرفان على آليات لمواجهة صفقة القرن، وعقد مؤتمر دولي لرعاية القضية الفلسطينية؟! نحن ننتظر ما يقوله الطرفان .