في ظل التوقيت الخطير التي تمر به القضية الفلسطينية، والإعلان عن صفقة ترامب-نتنياهو التصفوية، تواصل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في الضفة الغربية، حملات الاعتقال السياسية التي تطال النُّخب والمثقفين الفلسطينيين.
وتركزت الاعتقالات التي تنفذها أجهزة السلطة ضد المثقفين، والصحفيين، والأكاديميين والمعلمين، وغيرهم، في محاولة لمنع إحداث أي تأثير في الشارع الفلسطيني، أو تشكيل رأي سياسي مخالف لتوجهاتها السياسية، وفق ما يؤكد قياديان فلسطينيان.
فقد اعتقل جهاز الأمن الوقائي، أمس، الصحفي أيمن قواريق من بلدة بيتا الواقعة جنوبي مدينة نابلس، شمال الضفة المحتلة، وفق ما ذكرت عائلة قواريق.
تخويف الجميع
وأكد النائب في المجلس التشريعي عن محافظة طولكرم، فتحي القرعاوي، أن أجهزة السلطة تهدف من اعتقالها للنخب والمثقفين إلى منع خلق أي صوت معارض في الشارع الفلسطيني مخالف لمواقفها السياسية.
وقال القرعاوي لصحيفة "فلسطين": "إن الاعتقالات تستهدف فئات مختلفة من المثقفين رغم عدم ارتباطهم في أي عمل تنظيمي، ولكن هم يريدون إيصال رسالة للجميع من وراء ذلك وهي أنهم هم وحدهم من يصالحون ويعارضون، ومن يتجرأ فسيكون مصيره الاعتقال".
وأوضح أن السلطة تعارض "صفقة ترامب" على طريقتها ولا تريد من أحد في الشارع أو الفصائل أن يكون له أي صوت معارض، لذلك تعمل على تخويف الجميع من خلال الاعتقالات والقمع.
وأضاف: "السلطة يجب أن تعي خطورة ما يخطط للقضية الفلسطينية، خاصة بعد الانتخابات الإسرائيلية، والحديث الذي يدور عن ضم مناطق واسعة في الضفة الغربية، مشددًا على أن الملاذ الوحيد هو الشعب والشارع ويجب احتضانهم والاستفادة منهم لكونهم أوراق ضغط قوية في المواجهة.
وأمس، أكد حزب التحرير أن أجهزة السلطة تتقصد اعتقال المدرسين والخطباء المعارضين لصفقة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية، محملاً السلطة وأجهزتها المسؤولية عن سلامتهم.
وقت خطير
وقال الحزب في بيان صحفي: إن "هذه التصرفات تؤكد كذب وادعاء السلطة معارضة صفقة ترامب وتؤكد انخراطها فيها، وبوادر هذا الانخراط يتجلى في قمع وملاحقة الرافضين الحقيقيين لها".
وعدَّ القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، زاهر الششتري، استهداف السلطة للمثقفين والمعلمين من خلال اعتقالهم ووضعه في السجون، يأتي ضمن منع تشكيل أي رأي عام مختلف عن التي تريدها حول مختلف القضايا السياسية.
وقال الششتري لصحيفة "فلسطين": "الاعتقالات السياسية وتحديداً ضد النخب تأتي في وقت خطير تمر به القضية الفلسطينية خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة عن "صفقة القرن"، لذلك يجب وقف كل أشكال الانتهاكات التي يتم القيام بها".
وأوضح أن المطلوب من السلطة ليس مواصلة الاعتقالات السياسية، بل تعزيز الوحدة الوطنية، وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية من خلال آليات واضحة، ووقف العمل بكل مخرجات اتفاقية أوسلو.
وشدد الششتري على ضرورة أن تنفذ السلطة قرارات المجلس المركزي الفلسطيني، والمجلس الوطني، بإنهاء التزامات منظمة التحرير والسلطة كل تجاه اتفاقاتها مع الاحتلال وفي مقدمتها تعليق الاعتراف بــ(إسرائيل).