تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي جس نبض الشارع الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية للاستيلاء على القدس والمسجد الأقصى المبارك وإقامة مخططاتها العنصرية من خلال نشر مخطط لتقسيم الأقصى، لكن دون هدم أي مبانٍ؛ لبناء الهيكل المزعوم، وفق مختصَّيْن.
وأكد مختصان في شؤون القدس أن المخطط المعدَّل قديم جديد وُضع في عام ١٩٨٣ وعُدِّل أكثر من مرة، ويتداوله نشطاء من أنصار الهيكل المزعوم لتهيئة الأجواء للشروع في تنفيذه والاستيلاء على القدس والأقصى.
وكشفت مصادر عن مخطط خطير يُروَّج له في بعض المحافل والأوساط السياسية والدينية الإسرائيلية، أخيراً، باعتباره مخططاً معتدلاً لتقسيم المسجد الأقصى المبارك دون هدم مبانٍ، ويمكن اعتماده "كحلٍّ وسط" لبناء الهيكل دون هدم قبة الصخرة المشرفة، التي تُعدّ بؤرة ذلك الهيكل المزعوم ومركزه.
وحسب المصادر يدعو هذا المخطط إلى بناء الهيكل المزعوم في شمال صحن الصخرة المشرفة مع الإبقاء عليها للمسلمين دون هدمها، ويقتطع الساحة الشمالية بالكامل لإقامة البناء بشكل مستطيل (شرق غرب)، حسب البوابة السفلية الموازية لباب الرحمة، بحيث يتم اقتطاع أكثر من ثلث مساحة المسجد الأقصى المبارك في المرحلة الأُولى من الاحتلال والسيطرة، ليبقى المسجد القبلي وقبة الصخرة المشرفة دون أي تغيُّر.
إشعال المنطقة
وذكر المتخصص في شؤون القدس زياد الحموري، أن المخطط الإسرائيلي وضع عام ١٩٨٣، وتداوله نشطاء من أنصار الهيكل المزعوم، مشيرًا إلى أن البناء على الخريطة المنشورة يظهر أن الهيكل المزعوم يمتد من غربي قبة الأرواح باتجاه باب الرحمة شرقًا، حيث تقع القبة مقابل باب الرحمة تماماً، وهناك ادعاء بأن "المشناة" تصف موضع قدس الأقداس في "الهيكل الأول" بأنه كان قبالة باب الرحمة، وكل ذلك في ظل خلاف إسرائيلي ديني داخلي حول حقيقة مكان وحجم وشكل ذلك الهيكل المزعوم ومكان وجوده.
وأكد الحموري لصحيفة "فلسطين" أنه "لا علاقة لليهود بالقدس والمسجد الأقصى المبارك وساحاته، وهو حق خالص للمسلمين في العالم"، موضحًا أن الهدف من وراء المخطط هو تثبيت مشاريعها التهويدية والاستيطانية بإحكام السيطرة على المسجد الأقصى وتخومه تمهيدًا لتشييد الهيكل المزعوم.
وحذر الحموري من المخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى للاستيلاء عليه، مضيفًا: "إن مخطط الاحتلال مقام على المساحة المقامة عليها المسجد الأقصى"، مشيرًا إلى أن ذلك مقدمة للسيطرة عليه كاقتحامات الجماعات اليهودية المدعومة من أذرع الأمن وشرطة الاحتلال التي لا تتوانى في منع المسلمين من الصلاة وإقامة شعائرهم الدينية فيه.
ورأى أن مواصلة سلطات الاحتلال مخططاتها الرامية لتقسيم القدس والأقصى والسيطرة عليهما ستشعل حربًا إقليمية، مؤكدًا أن الاحتلال يستغل الظروف الدولية لتصعيد مخططاته مستغلا انشغال الشعوب العربية بقضاياها.
إستراتيجية مواجهة
بدوره قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي: "إن المخطط الإسرائيلي ليس بالجديد، وأعيد طرحه أكثر من مرة على مدار الأعوام السابقة، في محاولة لجس نبض الشارع الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية للشروع في تنفيذه".
وأضاف الهدمي لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال لا يخفي أطماعه في القدس والمسجد الأقصى المبارك، ويحاول جسّ نبض الأمة والفلسطينيين بطرق رسمية وغير رسمية، ما يؤكد أن الاحتلال ماضٍ في مخططاته العنصرية وينتظر اللحظة المناسبة لتنفيذها".
وذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يعي جيدًا أن تلك المخططات قد تؤدي إلى تفجير المنطقة وتغيير موازين القوى فيها، وإثارة الشعوب العربية والإسلامية ومواجهتها في حال أقدم على تنفيذها.
وأكد أن الاحتلال مستمر في مخططاته العنصرية ويعلم أن الوقت غير مناسب لتنفيذها في هذه الأوقات، لافتًا إلى أن الاحتلال يحاول الترويج لأفكاره في مقدمة لتنفيذها مستقبلًا في ظل الصمت الدولي تجاه ما تتعرض له المدينة المقدسة.
ودعا الأمتين العربية والإسلامية لتحرك شعبي ورسمي على مستوى الحكومات والرؤساء لوضع القدس ومقدساتها في سلم أولوياتها، ووضع إستراتيجيات لحماية الحرم القدسي الشريف الذي يتحدى مخططات الاحتلال الهادفة للسيطرة عليه وإقامة هيكله المزعوم.