فلسطين أون لاين

يعيش الموت البطيء.. عائلة الأسير المسن عروق تناشد لإنقاذ حياته

...
عائلة الأسير المسن عروق تناشد لإنقاذ حياته

ناشدت عائلة الأسير المسن المصاب بالسرطان موفق عروق (77 عامًا)، من قرية يافة الناصرة، الجمعيات الحقوقية والهيئات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان والأسرى، والنواب العرب، التدخل لدى سلطات الاحتلال من أجل إنقاذه إذ يعيش الموت البطيء في سجون الاحتلال.

وناشدت رمزية عروق، زوجة الأسير موفق عروق، كل صاحب ضمير أن يتدخل من أجل تحرير زوجها ليقضي أيامه الأخيرة، على حد اعتقادها، بين أبناء عائلته التي حرمت منه، وحرم منها منذ (17 عاماً).

اللقاء الأخير الذي جمع رمزية عروق بزوجها الأسير، كان قبل نحو شهر، كانت برفقة ابنتها نهى التي أكدت هي أيضا أن صحة والدها كانت سيئة للغاية، وجاء اللقاء معه بعد جلسة من العلاج الكيماوي الذي حصل عليه قبل أن تجرى له عملية استئصال المعدة.

وطالبت الابنة نهى، رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ومؤسسات حقوق الإنسان ووزير شؤون الأسرى، قدورة فارس، بالتدخل وممارسة الضغط على (إسرائيل) من أجل الإفراج عن والدها الأسير.

وقالت نهى عروق في حديث لموقع "عرب 48" إن مناشدتها هذه لاقت أصداء واسعة في الشارع الفلسطيني، وإن مظاهرات انطلقت في نابلس ومدن فلسطينية أخرى رفعت فيها صور والدها الأسير.

وأضافت: "نسعى من أجل العفو عن والدي في أيامه الأخيرة، بواسطة المحامين والهيئات المختلفة. لا نريد لروحه أن تغادر جسده وهو يقبع بين أربعة جدران. نريد أن نودعه ونأخذه بالأحضان". وهو الأمر الذي أكدته زوجة الأسير: "لا نطلب سوى أن نضمه إلينا. موفق صاحب القلب الحنون الذي ترك لنا الحسرة في البيت، نذكره كل يوم وفي كل المناسبات، وحتى حين نتناول الطعام الذي كان يحبه نتمنى لو أنه بيننا".

وتابعت نهى: "في المرة الأخيرة التي شاهدناه كان يترنح في مشيته وغير ثابت، في حين كان يمسك به عنصران من الأمن، كان شعره متساقطًا ولون وجهه أصفر، لكنه طمأننا بأنه سينتصر على المرض وأنه سيصبر ويتحدى المرض كما تحدى الظلم والسجن".

وأكثر ما يؤلم الزوجة أن زوجها الأسير لم يرَ أحفاده منذ ولادتهم، وقالت: "إنهم لا يعرفونه ولم يرونه إلا في الصورة، فهم ممنوعون من زيارته، باستثنائي وأولاده وأشقائه. وحتى حين فقد شقيقه لم يسمحوا له بالخروج من السجن لحضور مراسم التشييع، كما أنه لم يخرج في إجازة على الإطلاق منذ يوم اعتقاله الذي دخل عامه الثامن عشر".

في أيام الزيارة تنطلق العائلة في ساعات الفجر الأولى، فقد اعتقل عروق بداية في سجن "كتسيعوت" في بئر السبع ومن ثم نقل إلى سجن "هداريم"،، وبعدها إلى "جلبوع" في منطقة المروج، ثم إلى "مجيدو" ليعيدوه بعد ذلك إلى "جلبوع" ثم سجن الرملة. "لم يتركوا سجنا إلا نقلوه إليه وذلك لزيادة معاناتنا"، قالت الزوجة.

وعن يوم الزيارة، أكدت أن "التفتيش الذي نتعرض له مهين للغاية ويجري التدقيق بكل التفاصيل. ننتظر تحت المطر في الشتاء وتحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف ونصل للتفتيش وقوانا منهكة".

جريمة طبية

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جريمة طبية، بحق الأسير عروق والذي يمر بوضع صحي حرج ومقلق، بعد استئصال معدته وجزء كبير من أمعائه.

وأوضحت الهيئة، في بيان لها اليوم، أن الأسير عروق يعاني آلامًا حادة، وارتفاع بدرجة الحرارة، كما فقد الكثير من وزنه، ولا يستطيع الأكل أو الشرب، ويتم تزويده بالغذاء من خلال أنبوب مخصص للتغذية، يتم إدخاله عبر فتحة جراحية في البطن.

وحذرت من عمليات النقل المتكررة للأسير عروق بين مستشفى "برزلاي" وما تسمى "عيادة الرملة"، والتي ترهقه وتزيد من الآمه وخطورة حالته.

وأشارت الهيئة، إلى أن "أطباء الاحتلال كانوا قد اكتشفوا إصابته بالسرطان في الكبد والمعدة تموز الماضي، لكن إدارة سجون الاحتلال ماطلت بتحويله للمستشفى لتلقي العلاج الكيماوي حتى شهر تشرين الثاني الماضي، ما أدى إلى تفاقم حالته".

ولفتت إلى أنه بداية الشهر الماضي، خضع عروق لعملية جراحية لاستئصال المعدة وورم سرطاني في الأمعاء، لكنه ما يزال بحاجة ماسة لمتابعة طبية حثيثة لحالته.

يذكر أن الأسير عروق من يافة الناصرة، ومعتقل منذ عام 2003، ومحكوم بالسّجن لمدة 30 عاما، وهو واحد من عشرة أسرى على الأقل يعانون مرض السرطان بدرجات متفاوتة، حيث تواصل سلطات الاحتلال احتجازهم بأوضاع اعتقالية مأساوية، لا تناسب أوضاعهم الصحية الصعبة.

المصدر / فلسطين أون لاين