في الوقت الذي هاجمت فيه فصائل فلسطينية بضراوة ما تُسمى لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي التابعة لمنظمة التحرير، خرجت بعض المزاعم حول لقاء حركة حماس مع قادة الاحتلال الإسرائيلي وهو ما نفته الأولى.
وأكدت الحركة في بيان صحفي، موقفها الواضح والثابت برفضها عقد أي لقاءات مع العدو الصهيوني، وأنها ضد أي علاقة مع الكيان باعتباره كيانًا مغتصبًا وغير شرعي، وتجرم التطبيع معه من أي طرف أو جهة كانت، نافيةً ما روّجته بعض وسائل الإعلام "جملة وتفصيلًا".
تشويه المقاومة
ويرى مختصان في الشأن السياسي، أن الهدف من ترويج هذه الشائعات هو "تشويه صورة المقاومة وإظهار أنها تتواصل مع الاحتلال كما تفعل السلطة".
ويؤكد المحلل السياسي د.ناجي الظاظا، أن بعض الأطراف تحاول تشويه صورة المقاومة وأنها ليست أحسن حالًا من السلطة التي تُنسق وتتعاون مع الاحتلال علنًا.
وأوضح الظاظا لصحيفة "فلسطين"، أن هناك فرقًا كبيرًا بين من يُنسق مع الاحتلال وآخر يضع حدودًا له ويلجمه عند قواعد اشتباك مُعينة، "فلا مقارنة بين الحالتين مُطلقًا".
ويشدد على أن "المقاومة لم يحدث أن تفاوضت مع الاحتلال بشكل مباشر، على عكس السلطة التي تجاوزت مستويات عليا في التنسيق المباشر معه".
ويرى أن المقاومة تعد أي لقاء يُحسن من الظروف الإنسانية للشعب الفلسطيني بغزة، يُمثل هدفًا دون الاخلال بحالة التوازن التي فرضته في التعامل مع الشأنين الأمني والعسكري مع العدو.
ويبيّن أن اللجنة التي شكّلتها السلطة للتواصل مع المجتمع الإسرائيلي تأتي في سياق تطبيعي ولا يخدم على الإطلاق تحسين أي الظروف ولا تعزيز الموقف السياسي الفلسطيني في مواجهة صفقة القرن.
ويقول: "كل من يتعاون مع الاحتلال ويُعطي صورة للمجتمع الدولي على أن هناك حالة من التعايش مع العدو فهو يُمهد الطريق لصفقة القرن".
ويشير إلى أن السلطة تُقدم خدمات أمنية للاحتلال وهو ما يريده الأخير، كي يشعر أنه لا مشكلة مجتمعية مع الشعب الفلسطيني، "وهذا ما يخلق مشكلة مركبة".
ويتفق مع ذلك، الخبير السياسي والدبلوماسي السابق د. محمود العجرمي، حيث عدَّ الترويج لهذه اللقاءات "محاولة لدس السم في العسل"، خاصة بعض الانتقادات التي وُجهت للجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي.
دعاية انتخابية
ويرى العجرمي أنه مع قُرب الانتخابات الإسرائيلية تريد قيادة الاحتلال أن تروّج أنها لا تُطبع فقط مع النظام العربي الرسمي أو قيادة السلطة إنما مع المقاومة وعلى رأسها حماس.
وبيّن لصحيفة "فلسطين" أن نتنياهو وقيادة الاحتلال يريدان تعويض ما تسقط فيه من هزائم على المستوى الميداني العسكري بالهروب للأمام في محاولة لإقناع الناخب الإسرائيلي، ضمن دعايته الانتخابية.
وأوضح أن الاحتلال يحاول تصدير فشله على الجبهة العسكرية، إلى الجبهة الإعلامية والنفسية في محاولة للمس بوحدة المقاومة ونقل صورة مزورة ومزيفة عن الحقيقة.
وأشار العجرمي إلى أنه في الحقيقة هناك تنسيق عالٍ بين الفصائل الفلسطينية، وهو ما يدلل على أن المعلومات التي جرى ترويجها عارية عن الصحة، نافيًا وجود أي لقاءات بين المقاومة والاحتلال مُطلقًا، إلا من خلال الوساطة المصرية.